عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

يخلق الله تعالى٠[1]٠ إدراكها في النفس عند استعمال العبد تلك القوّة, ٠والشمّ٠ وهي قوّة مودعة في الزائدتَين النابتتَين في مقدّم الدماغ الشبيهتين بحملتَي الثدي، تدرك بها الروائح بطريق وصول الهواء٠[2]٠ المتكيّف بكيفيّة ذي الرائحة٠[3]٠ إلى الخيشوم ٠والذوق٠ وهي قوّة منبثة في العصب المفروش على جرم اللسان يدرك بها الطعوم بمخالطة الرطوبة٠[4]٠ اللعابيّة التي في الفم بالمطعوم ووصولها إلى العصب, ٠واللمس٠ وهي قوّة منبثة في جميع البدن٠[5]٠,


 



[1] قوله: [مِمَّا يخلق الله تعالى] في "شرح المواقف": أنت تعرف أنّ مذهب أهل الحقّ أنّ الرؤية سواء كانت متعلّقةً بالألوان أو بغيرها أمر يخلقه الله تعالى في الحيّ وفق مشيئته, ولا يشترط بضوء ولا مقابلة ولا بغيرهما من الشرائط التي اعتبرها الحكماء والمعتزلة. ١٢

[2] قوله: [بطريق وصول الهواء] يعني: أنّ الله تعالى يخلق إدراك الروائح عند وصول الهواء المتكيّف بكيفيّة ذي الرائحة إلى الخيشوم بطريق جري العادة, لا بمعنى أنّ الوصول علّة تامّة للإدراك. "نبراس" ١٢

[3] قوله: [بكيفيّة ذي الرائحة] قال الجمهور: يتكيّف الهواء برائحة المشموم بسبب المجاورة, ثمّ يتكيّف الهواء الآخر المجاور لذلك الهواء, وهكذا إلى أن يصل التكيّف إلى الهواء المجاور للحملتين. "نبراس" ١٢

[4] قوله: [بمخالطة الرطوبة] هاهنا وجهان: الأوّل: أنّ الرطوبة اللعابيّة تتكيّف بكيفيّة الطعم من غير مخالطة, فالمحسوس بالحقيقة هو الرطوبة, والثاني: أنّ أجزاء المطعوم تتشرّب بالرطوبة, فتصل تلك الأجزاء إلى العصب، فلا فائدة في تلك الرطوبة إلاّ تسهيل وصول المحسوس الحامل للطعوم إلى الذائقة, كذا في المطوّلات. ١٢

[5] قوله: [في جميع البدن] أي: أكثر البدن سيّما الجلد, فإنّ من أعضاء البدن ما ليس له قوّة لامسة, كالكلية والكبد والطحال والرية والعظم, بل قوّة اللمس في أغشيتها فقط, ووجوهها في المطوّلات. والحكمة في عموم قوّة اللمس حفظ البدن عمّا يضرّه من الحرّ والبرد. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388