عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

من جملة العالم، وقد خصَّ٠[1]٠ من ذلك بالإجماع عدم تفضيل عامّة البشر على رسل الملائكة، فبقي معمولاً به فيما عدا ذلك، ولا خفاء٠[2]٠ في أنّ هذه المسألة ظنّية يُكتفى فيها بالأدلّة الظنّية، الرابع٠[3]٠: أنّ الإنسان قد يحصل الفضائل والكمالات العلميّة والعمليّة مع وجود العوائق والموانع من الشهوة والغضب وسنوح الحاجات الضروريّة الشاغلة عن اكتساب الكمالات، ولا شكّ أنّ العبادة وكسب الكمال مع الشواغل والصوارف أشقّ وأدخل في الإخلاص، فيكون أفضل، وذهبت المعتزلة والفلاسفة وبعض الأشاعرة٠[4]٠ إلى تفضيل الملائكة، وتمسّكوا بوجوه: الأوّل: أنّ الملائكة أرواح


 



[1] قوله: [قد خصّ... إلخ] يعني: ظاهر الآية يدلّ على تفضيل آل إبراهيم وآل عمران كلّهم من الرسل وغيرهم لكنّ تفضيل العامّة من أولادهما على رسل الملائكة خلاف الإجماع, فيكون مخصوصاً من عموم الآية, فبقي معمولاً به فيما عدا ذلك أي: بقي حكم الآية ثابتاً فيما سوى تفضيل عامّة البشر على رسل الملائكة, وهو تفضيل رسل البشر على رسل الملائكة, وعامّة البشر على عامّة الملائكة. ١٢ "ن"

[2] قوله: [لاخَفاء... إلخ] جواب سؤال مقدّر تقريره: أنّ العامّ الذي خصّ منه البعض لايبقى قطعياً, بل يصير ظنيًّا, فلا يصحّ به الاستدلال على المسئلة الاعتقاديّة، فأجابه: بأنّ هذه المسئلة وإن كانت من المسائل الاعتقاديّة، لكنّها مِمَّا يكتفى فيه بالظنّ فيصحّ الاستدلال عليها بدليل ظنيّ. ١٢

[3] قوله: [الرابع] حاصله أنّ مدار الفضل بكسب الأعمال الصالحة؛ إذ هي ملاك كثرة الثواب والقربة عند الله, والأشقّ منها أدخل في الإخلاص وأكثر أجراً وثواباً, فصاحبه أفضل ولا يخفى أنّ الوجهين الأوّلين من الوجوه الأربعة يدلاّن على تفضيل الأنبياء على الملائكة جمعاً, من دون تفضيل عامّة البشر على عامّة الملائكة, بخلاف الوجهين الأخيرين, فإنهما يدلاّن على تفضيل الأنبياء وعامّة البشر على الملائكة. ١٢

[4] قوله: [بعض الأشاعرة] كالقاضي أبي بكر الباقلاني وأبي عبد الله الحليمي كذا في "المواقف". ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388