عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

بهم أقوى وبالتقديم أولى، الرابع: قوله تعالى: ﴿ لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَ[النساء: ١٧٢] فإنّ أهل اللسان يفهمون من ذلك أفضليّة الملائكة من عيسى عليه السلام؛ إذ القياس في مثله الترقّي من الأدنى إلى الأعلى، يقال: ½لا يستنكف من هذا الأمر الوزير ولا السلطان¼، ولا يقال: ½السلطان ولا الوزير¼، ثُمَّ لا قائل بالفصل بين عيسى عليه السلام وغيره من الأنبياء، والجواب٠[1]٠: أنّ النصارى استعظموا المسيح بحيث يترفّع من أن يكون عبداً من عباد الله تعالى، بل ينبغي أن يكون ابناً له سبحانه؛ لأنه مجرّد لا أب له، وكان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بخلاف سائر عباد الله تعالى من بني آدم، فردّ عليهم بأنه لا يستنكف من ذلك المسيح ولا من هو أعلى منه في هذا المعنى٠[2]٠، وهم الملائكة الذين لا


 



[1] قوله: [والجواب... إلخ] حاصل الجواب أنه لا نزاع في فضل قوّة الملك وقدرته وشدّته وعظم خلقه, وفي العبوديّة خضوع وذلّ وانقياد, وعيسى عليه السلام لا يستنكف عنها ولا من هو أقدر منه وأقوى وأعظم خلقاً, ولا يلزم من مثل هذا التركيب الأفضليّة المطلقة من كلّ وجه. ١٢ "شرح العقيدة الطحاويّة".

[2] قوله: [في هذا المعنى] أي: في التجرّد لكونهم بلا أب وأمّ, وإصدار الأفعال العجيبة. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388