عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

مجرّدة٠[1]٠ كاملة بالعقل، مبرّأة عن مبادئ الشرور والآفات كالشهوة والغضب، وعن ظلمات الهيولى والصورة، قويّة على الأفعال العجيبة، عالمة بالكوائن ماضيها وآتيها من غير غلط، والجواب: أنّ مبنى ذلك على الأصول الفلسفيّة دون الإسلاميّة٠[2]٠، الثاني: أنّ الأنبياء مع كونه أفضل البشر يتعلّمون ويستفيدون منهم، بدليل قوله تعالى: ﴿ عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ[النجم: ٥] وقوله تعالى: ﴿ نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ[الشعراء: ١٩٣], ولا شكّ أنّ المعلّم أفضل من المتعلّم، والجواب: أنّ التعليم من الله تعالى, والملائكة إنما هي المبلّغون٠[3]٠، الثالث: أنه قد اطّرد في الكتاب والسنّة تقديم ذكرهم٠[4]٠ على ذكر الأنبياء, وما ذلك إلاّ لتقدّمهم في الشرف والرتبة، والجواب: أنّ ذلك لتقدّمهم في الوجود٠[5]٠، أو؛ لأنّ وجودهم أخفى، فالإيمان


 



[1] قوله: [مجرّدة] عن علائق المادّيّة وتوابعها, فليس شيء من أوصافها بالقوّة, بل كمالاتها كلّها بالفعل من مبدأ الفطرة. ١٢ "شرح مواقف".

[2] قوله: [دون الإسلاميّة] فإنّ الملائكة عند أهل الحقّ أجسام لطيفة ولهم قوّة التشكّل والتبدّل, قادرون على الأفعال الشاقّة, عباد مكرّمون مواظبون على الطاعات, معصومون من المخالفات والفسق, لا يوصفون بذكورة ولا أنوثة, قاله العارف بالله الإمام الشعرانيّ في "اليواقيت". ١٢

[3] قوله: [إنما هي المبلّغون] وإسناد التعليم إليهم من باب المجاز العقليّ. ١٢ "شرح مواقف".

[4] قوله: [تقديم ذكرهم إلخ] مع أنّ المفضول لا يقدّم على سبيل الاطّراد ١٢. 

[5] قوله: [لتقدمّهم في الوجود...إلخ] فإنّ الملائكة مقدّمون في الوجود, فجعل الوجود اللفظيّ مطابقاً

للوجود الحقيقيّ, أو بحسب ترتيب الإيمان فإنّ وجود الملائكة أخفى, فالإيمان بهم  أقوى,  فيكون

تقديم ذكرهم أولى. ١٢  "شرح مواقف".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388