عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

 

شاكّ, وشاكّ في أنه شاكّ وهلّم جرّا، وهم اللاأدْرِيّة٠[1]٠. ولنا تحقيقاً٠[2]٠ أنّا نجزم٠[3]٠ بالضرورة بثبوت بعض الأشياء بالعَيَان٠[4]٠، وبعضها بالبيان٠[5]٠، وإلزاماً٠[6]٠ أنه إن لم يتحقّق نفي الأشياء فقد ثبت٠[7]٠, وإن تحقّق فالنفي حقيقة من الحقائق لكونه نوعاً من الحكم٠[8]٠، فقد ثبت شيء من الحقائق، فلم يصحّ نفيها على الإطلاق، ولا يخفى أنه إنّما يتمّ على½العِنَادِيَّة٠[9]٠


 



[1] قوله: [اللاأدريّة] سمّوا بها لقولهم: ½لا أدري¼، وهم رئيس السوفسطائيّة. ١٢

[2] قوله: [تحقيقاً] الدليل التحقيقيّ ما يدّعي المستدلّ أنّ مقدّماته صادقة. ١٢

[3] قوله: [نجزم] دفع شبهة اللاأدريّة ظاهر, أمّا دفع شبهة العناديّة والعنديّة فلأنّ الجزم بالضرورة بثبوت بعض الأشياء في نفس الأمر مع قطع النظر عن الاعتقاد بالعيان أو البيان يوجب ثبوته. ١٢ "عصام".

[4] قوله: [بالعيان] أي: بإحدى الحواسّ الظاهرة, وهي الموجودات الخارجيّة كحرارة النار وبرودة الماء. ١٢

[5] قوله: [بالبيان] أي: بإقامة البراهين القاطعة. ١٢

[6] قوله: [إلزاما] الدليل الإلزاميّ ما يكون مقدّماته مسلّمة عند الخصم لا المستدلّ, والمطلوب منه إلزام الخصم فحسب, بخلاف الدليل التحقيقيّ فإنّ المقصود منه إثبات الحقّ وإن حصل في ضمنه إلزام الخصم. ١٢

[7] قوله: [فقد ثبت] أي: إن لم يتحقّق نفي جميع الأشياء يعني: إن لم يصدق نفي شيء من الأشياء لصدق ثبوت بعضها, وإلاّ يلزم ارتفاع النقيضين. وتفصيله أنّ السالبة الكلّيّة نقيضها الموجبة الجزئيّة, فإذا لم تصدق السالبة الكليّة أي: لا شيء من الأشياء ثابت لصدق نقيضها أي: بعض الأشياء ثابت وهي الموجبة الجزئيّة. ١٢

[8] قوله: [نوعا من الحكم] والحكم قسم من العلم لكونه تصديقا والعلم من الكيفيّات النفسانيّة وهو قسم من مطلق الكيف الذي هو قسم من العرض الذي هو قسم من الممكن الذي هو قسم من الموجود كذا في "رمضان آفندي". ١٢

[9] قوله: [يتمّ على العناديّة] فإنهّم ينكرون ثبوت الأشياء مطلقا, أمّا على اللاأدريّة فلا يتمّ فإنهّم ينكرون الثبوت والنفي كليهما, ويزعمون أنهّم شاكّون. أمّا على العنديّة فيحتمل أن يتمّ فإنهّم ينكرون ثبوت الأشياء مع قطع النظر عن الاعتقاد فيقال لهم: إن لم يتحقّق نفي ثبوت الأشياء في نفسها فقد ثبت, وإن تحقّق فالنفي حقيقة من الحقائق, ويتأيّد هذا بما قال الشارح رحمه الله في "شرح المقاصد". ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388