عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

قال صاحب "الكشاف" في سورة الحجرات: هو في الاصل جمع قائم. وقوله: ½نيام¼ بالرفع صفة ½قوم¼، وهي جمع نائم، والنوم ريح يقوم من اغشية الدماغ فاذا وصل الى العين فترت، واذا وصل الى القلب نام، والمراد من النيام الغفل اما على طريق الاستعارة او المجاز اما الاول فبان يقال: شبه الغفلة بالنوم في عدم ادراك فائدة ما، ثم استعير النوم للغفلة، وذكر النوم واريد الغفلة، ثم اشتق من الغفلة الغفل الذي هو جمع غافل، واشتق من النوم نيام، وشبه الغفل بالنيام فاستعير النيام للغفل، فذكر النيام واريد الغفل، فعلى هذا يكون قوله: ½تسلوا عنه بالحلم¼ ترشيحا لهذه الاستعارة، واما الثاني: فبان يكون مجازا مرسلا تبعيا بان يقال: ان الغفلة لازمة للنوم، فذكر الملزوم واريد اللازم، ثم اشتق من الغفلة غفل، ومن النوم نيام، فذكر النيام واريد الغفل، وقوله: ½تسلوا¼ من التسلية بمعنى قنعوا واكتفوا. و½عنه¼ متعلق بـ½تسلوا¼، والضمير اما راجع اليه عليه السلام واما الى حقيقته. و½الحلُم¼ بضمتين ما يراه النائم في نومه من الخيالات.

وحاصل معنى البيت: كيف تعلم في الدنيا الدنية حقيقة الذات المحمدية وحقيقة الصفات الاحمدية جماعة غافلة كالنيام قنعوا عن معرفته بالخيالات والاوهام، وفي هذا البيت تنبيه الى قوله عليه الصلاة والسلام: الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا[1] والحمد لله العلام.

 

٥١      فَمَبلَغُ الْعِلْمِ فِيْهِ انَّهُ بشَر         وَانَّهُ خيْر خلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ

 

فلَمَّا كان المراد بتسليتهم بالحلم خفيا اراد ان يفسره فقال: ½فمبلغ العلم... الخ¼، فالفاء للتفصيل والتفسير، و½المبلغ¼ بمعنى المنتهى والغاية و½العلم¼ الالف واللام فيه عوض عن المضاف اليه اي: منتهى علم الناس، و½فيه¼ متعلق بـ½مبلغ¼، او ظرف مستقر صفة للعلم وفيه حذف مضاف اي: في شانه و½ان¼ مع اسمها وخبرها خبر المبتدا، والضمير له عليه السلام، و½البشر¼ هو علم لنفس الحقيقة من غير اعتبار كونها مقيدة بالتشخصات والصور، واما الرجل فهو اسم لحقيقة معتبرة معها تعينات وصور حقيقية فالمتبادر في الاول نفس الحقيقة وفي الثاني الصورة، وفي "القاموس" ½البشر¼ بالحركات الانسان ذكرا


 



[1]     "كشف الخفاء"، الجزء الثاني، الحديث: ٢٧٩٤، صـ ٢٨٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310