عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

السابقة على غضبه فرجاء وصول ذلك الاثر اليه لاتصاله بـعالم النور بـتلك البقية. و½الزلة¼ الذنب، اعم من ان يكون كبيرة او صغيرة لا الزلة التي جاءت في حق الانبياء، و½عظمت¼ بمعنى كبرت وجلت. و½انّ الكبائر¼ علة للنهي، و½الكبائر¼ جمع كبيرة، وهي ما يوعد الشارع عليه بخصوصه، و½الذنب¼ ما يذمّ الاتي به شرعا، وقد اختلف الروايات في المعصية الكبيرة روي عن ابن عمر انها تسع: الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وقذف المحصنة والزنا والفرار من الزحف والسحر واكل مال اليتيم وعقوق الوالدين المسلمين والالحاد في الحرم، وقيل: كل معصية اصر عليها العبد فهي كبيرة، وكل ما استغفر منها فهي صغيرة، وتفصيل الكلام في رسالة مستقلة لابن نجيم في عد الذنوب. و½في الغفران¼ متعلق بالكاف في قوله ½كاللمم¼، و½اللمم¼ بمعنى صغار الذنوب.

وحاصل المعنى: يا ايّتها النفس لا تيئسي من رحمة الله ومغفرته ياسا ناشئا من المعاصي التي كبرت وعظمت باصرارك؛ لانّ الكبائر من المعاصي كصغار الذنوب في جنب غفران غفار الذنوب وقد وعد الله تعالى على طريق التاكيد والتشديد في قوله: ﴿ انَّ ٱللَّهَ يَغۡفِر ٱلذنُوب جمِيعًاۚ﴾ الاية [الزمر: ٥٣] بغفران الذنوب وان كثرت وكانت بعدد الرمال والاوراق والنجوم سواء كانت صغائر او كبائر ونحوها قيل: لمّا نزل قوله تعالى: ﴿ ٱلَّذينَ يَجۡتنِبونَ كَبٰٓئِر ٱلۡاثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحشَ الَّا ٱللَّمَمَۚ ﴾ [النجم: ٣٢] انشد عليه السلام بهذا

انْ تغْفِر اللّهُمَّ فَاغْفِرجمّا[1]       فايُّ عَبد لَكَ لا الَمَّا

 

١٥٦   لَعَلَّ رحمَةَ ربي حيْنَ يَقْسِمُهَا         تاتي عَلى حسَب الْعِصْيَانِ فِي الْقِسَمِ

 

لمّا علّل نهي النفس عن القنوط بقوله: ½ان الكبائر... الخ¼ اورد عليه علة اخرى لكونه مما يعتني بشانه فقال:½ لعل رحمة ربي... الخ¼ ½لعل¼ للترجي، وانما جاء به؛ لان الاصلح لايجب على الله تعالى وهو فاعل مختار ولا يتجاوز فعله عن الفضل والعدل


 



١ (قال الإمام أحمد رضا خان عليه رحمة الرحمن: رواه الترمذي والحاكم عن ابن عبّاس رضي الله تعالى عنهما وصحّحاه فليس½إنْ¼ في قوله ½إن تغفر¼ للشّك بل للتّعليل كقولك لابنك: ½إن كنت ابني، فافعل كذا¼ أي:افعلْه وامتثلْ أمري ؛لأنّك ابني وكقولهم:½إنْ كنتَ سلطاناً، فأعط الجزيلَ¼،فالمعنى اغفر كثيراً ؛لأنّك غفار."أحسن الوعاء لآداب الدعا مع شرح ذيل المدعاء لأحسن الوعاء"ص:٨٢)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310