عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

شطرها ، ثم رجعت الى موسى، فقال: ارجع الى ربك، فان امتك لا تطيق، فرجعت، فقال تعالى: ½هن خمس لا يُبدلُ الْقَوْلُ لَديَّ¼، فرجعت الى موسى، فقال: ارجع الى ربك، فقلت: استحييت من ربي الحديث.[1] ويجوز ان يكون الباء في ½بهم¼ بمعنى مع اي: مصاحبا معهم، فيكون اشارة الى ما وقع في بعض الروايات من انّه عليه السلام لمّا صلّى في "المسجد الاقصى" مع الانبياء صعدوا معه الى السموات العلى، وهذا يناسب لسباق البيت ولحاقه كما لا يخفى. وقوله: ½في موكب¼ حال بعد حال اي: كائنا فيهم، و½الموكب¼ جماعة الفُرسَان، والمراد به هاهنا جماعة الملائكة على الاحتمال الاول في ½بهم¼، بناء على ما روي انّه عليه السلام صعد بملائكة عن يمينه وملائكة عن شماله وجماعة ارواح الانبياء على الاحتمال الثاني فيه. و½كنت¼ بصيغة الخطاب، وهو مع خبره صفة ½موكب¼، والضمير في ½فيه¼ لـ½موكب¼ و½العلم¼ هاهنا اما بمعنى الراية، فيكون كونه عليه السلام صاحب العلم فيهم كناية عن كونه رئيسهم لان صاحب العلم في القوم يكون رئيسهم او بمعنى الجبل فتكون العلَم استعارة بمعنى المرتبة كما لا يخفى تعبير استعارته فيكون المعنى: في موكب كنت فيه صاحب المرتبة العالية التي لا مرتبة فوقها.

 

١١١   حتى اذا لَمْ تدعْ شَاوا لِمُسْتبقٍ       مِنَ الدنُوِّ وَلا مَرقًى لِمُسْتنِمِ

 

فَلَمَّا دلّ البيت الاول على انّه عليه الصلاة والسلام صعد السموات مع الملائكة وتوهم منه انّهم عليهم السلام لم يفارقوه حتى وصلوا الى قاب قوسين، اراد ان يدفعه بتخصيص ذلك المقام بنبينا عليه السلام فقال: ½حتى اذا لم تدع... الخ¼، ½حتى¼ غاية لقوله: ½تخترق¼، و½اذا¼ للظرفية المحضة فلا تقتضي الجواب او للشرط فجوابه محذوف او قوله ½خفضت¼ او ½لم تدع¼ بمعنى لم تترك، و½الشاو¼ بمعنى الغاية اي: لم تترك منتهى. و½لمستبق¼ امّا متعلق بـ½لم تدع¼ او ظرف مستقر على انه صفة ½شاوا¼. و½لمستبق¼


 



[1]     "صحيح البخاري" كتاب الصلاة،باب كيف فرضت الصلاة في الإسراء، ١/١٤١، الحديث: ٣٤٩ "صحيح مسلم"باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات وفرض الصلوات، :٩٧ الحديث: ٢٥٩




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310