عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

السحاب الا انفرجت، وصارت "المدينة" مثل الجوبة، وسال الوادي "قَنَاةَ" شهرا، ولم يجيء احد من ناحية الا حدث بالجود، وهذه الواقعة مشهورة شائعة معروفة.

 

٨٧     بعَارضٍ جاد اوْ خلْت الْبطَاح بهَا         سَيْبا مِنَ الْيَمِّ اوْ سَيْلا مِنَ الْعَرمِ

 

فلَمَّا كان احياء دعائه عليه السلام السنة الشهباء مظنة ان يسئل انه هل كان احياءه عليه السلام بسبب المطر او بلا سبب بل معجزة اخرى؟ واجاب عنه فقال: ½بعارض جاد... الخ¼، الباء متعلق بـ½احيت¼ او ½حكت¼ ميزها واختر اعزهما، و½العارض¼ بمعنى السحاب، و½جاد¼ من الجود بفتح الجيم بمعنى المطر الشديد الذي لا يكون فوقه مطر، وضميره المستتر راجع الى العارض، فيكون المعنى: بسبب سحاب امطر مطرا شديدا، ومن لم يكن له خبرة بكتب اللغة جعله من الجود بضم الجيم، وجعل في ½العارض¼ استعارة بالكناية او جعل في ½جاد¼ استعارة تبعية، والقوم صرحوا بانه مهما امكن الحقيقة في مقام لا يصار فيه الى المجاز فتامل فيه فانه للافهام مجاز، و½او¼ فى ½او خلت¼ بمعنى الى، و½خلت¼ من الخيال بمعنى الظن والحسبان، وهو على صيغة الخطاب، والخطاب عام. و½البطاح¼ جمع ابطح او بطحاء، وهو مسيل واسع للماء، والمراد اودية المدينة ومكة وما حواليهما، والباء في ½بها¼ للسببية متعلق بـ½خلت¼، والضمير راجع الى العارض، وتانيثه باعتباركون السحاب مؤنثا سماعيا، و½سيبا¼ بالنصب مفعول ثان لـ½خلت¼، و½السيب¼ على وزن الغيب بمعنى الجري، و½من اليم¼ ظرف مستقر صفة السيب، و½اليم¼ بفتح الياء البحر بالسريانية، وقد عربته العرب، ويجوز ان يكون السيب بمعنى العطاء قال في "القاموس": يقال: فاض سيبه على الناس اي: اعطاءه، فعلى هذا يكون في ½اليم¼ استعارة مصرحة فتامل. ووقع في بعض النسخ سيب بالرفع على انه مبتدا، وخبره قوله: ½من اليم¼، وكذلك قوله: ½سيلا¼، وهو بمعنى: الماء المجتمع الجاري بغتة من كثرة المطر، وفي الحديث: اللهم اني اعوذبك من السيل والبعير الصؤول[1]، و½العرم¼ بفتح العين وكسر الراء بمعنى المطر الشديد او اسم واد


 



[1]     "تخريج. "المعجم الكبير" مسند النساء، باب العين،عائشة بنت قدامة، الحديث: ٨٥٨، ٢٤/٣٤٤




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310