عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

نصيحة حتى تحمل على الكذب؟ قلت: نعم اما نصيحة النفس فكما نقله الخادمي عن المنهاج من انه روي عن بعض يقال له: احمد بن ارقم البلخي انه قال: نازعتني نفسي بالخروج الى الغزو فقلت: سبحان الله! ان الله تعالى يقول: ﴿ انَّ ٱلنَّفۡسَ لَامَّارةُۢ بٱلسُّوٓءِ ﴾ [يوسف: ٥٣]، وهذه تامرني بالخير، قلت: مرادها الخلاص من حبس الوحدة والوصول الى الخلطة والاستراحة بالالفة واكرام الخلق فقلت لها اذا كان مرامك ذلك لا انزلك العمران ابدا ولا ادلك على معرفة احد فاجابت: اسات الظن فقلت: الله تعالى اصدق وقلت: اقاتل العدو مقدما على الكل فتقتلي فاجابت: ثم عددت اشياء فاجابت عن كلها ثم قلت: يارب نبهني لها فاني متهم لها ومصدق لك فكوشفت كانّ النفس تقول: يا احمد انت تقتلني كل يوم مرات بمنع شهواتي وبمخالفة ميولاتي، فان قاتلت قتلت انا مرة واحدة فنجوت من قتلاتك، ويتسامع الناس شهادتي، فتكون لي ذكرا وشرفا، قال: فقعدت، ولم اخرج الى الغزو، واما نصيحة الشيطان فما حكاه المولوي في كتابه ½المثنوي¼ انّ معاوية كان نائما عند الصباح فجاء الشيطان وقال: حي على الفلاح، ففطن معاوية لمكره وغدره في ظهوره وامره فقال: انت يا شيطان! ما تامر الا بمعصية فكيف امرك لي بالطاعة فما سبب هذا الامر العجيب فانّه من مثلك غريب؟ فقال: سببه انّه قد فاتك الصبح يوما من الايام بسبب المنام عن صلاة الجماعة مع سيد الانام فندمت على ما فات وتحيرت عليه في الاوقات، فكتب لك اضعاف ما كنت تلحقه من الطاعات، فخفت ان تنام عن الصلاة مرة اخرى، فيحصل لك زيادة المثوبة في الاخرى، فالزم الحذر من شرهما لا سيما في وقت كانا قد اختصما.

 

٢٥     وَلا تطِعْ مِنْهُمَا خصْما وَّلا حكَما        فَانْت تعْرفُ كَيْد الْخصْمِ وَالْحكَمِ

 

لما ظن انكار المخاطب اتهام نصحهما اذ النصيحة بالخير لا تحمل على الشر اكد ما قبله لكونه امرا مهما واجب الامتثال فقال: ½ولا تطع منهما... الخ¼ نهى من الاطاعة، وهي قبول امر الامر، و½منهما¼ ظرف مستقر حال من الخصم والحكم، قدمت على ذي الحال لضرورة الشعر كما قال الشاعر: في بيان مواضع تجري فيها الضرورة

وقد جاء في التركيب بعض تصرف ...كفصل وتقديم ومثل زيادة.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310