عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

و½حسنا¼ تمييز من نسبة يزداد، والواو في ½وهو¼ للحال، فالمبتدا مع خبره جملة، والجملة حال من فاعل يزداد و½منتظم¼ على صيغة اسم الفاعل من النظم بمعنى جمع الؤلؤ في السلك، ففيه تجريد كما لايخفى.

وحاصل المعنى: ان اياته كالدر يزداد حسنها بالانتظام كذلك معجزاته عليه السلام يزيد حسنها بالانتظام، وجعلها ابياتا اذ النظم لباس الكلام، فكما ان المحبوب يزيد حسنه بلباس فاخر كذلك الكلام يزيد حسنه بلبسه نظما، ولانّ في الشعر حكمة كما ورد في الحديث، ولان النظم قريب الى الحفظ، ولانّ في قراءة الابيات يحصل للقلوب سرور ونشاط، وقوله: ½وليس ينقص قدرا... الخ¼ دفع لتوهم نشا من الكلام السابق من انه لا حسن لبيان وصفه عليه السلام بغير النظم، فالواو للحال، وضمير ½ينقص¼ راجع الى الدر المراد منه الايات، و½حسنا¼ مميز من فاعل ينقص.

والمعنى: والحال ان اياته صلى الله تعالى عليه وسلم لا ينقص حسنها باتيانها بلا نظم اذ الشرافة والحسن في اصلها فبالنظم يزيد حسنها على وجه الكمال وبلا نظم تبقى في اصل حسنها بلا زوال.

 

٩٠     فَمَا تطَاوَلُ امَالُ الْمَديْح الى         مَا فِيْهِ مِنْ كَرمِ الاخلاقِ وَالشِّيَمِ

 

لَمَّا نشا من البيت السابق من مدح نظمه تزكية نفسه وايهام ايراده جميع مدائحه عليه السلام مع انها لا تعد ولا تحصى بالمداد والاقلام اراد دفعه فقال: ½فما تطاول امال... الخ¼، كلمة ½ما¼ للاستفهام الانكاري او التعجبي. و½تطاول¼ اي: مد عنقه مريدا للاطلاع عليه و½الامال¼ جمع امل وهو الرجاء، و½المديح¼ امّا بمعنى المادح فالمعنى: فيا عجبا اوكان بعيدا تطاول رجاء المادح الى اوصافه عليه السلام او بمعنى الممدوح، فتكون اضافة الامال اليه بحذف المضاف اي: امال اصحاب الممدوح وهم المداحون، فالمعنى فيا عجبا او كان بعيدا تطاول امال مداح الممدوح الى اوصافه عليه السلام، و½الى¼ متعلق بـ½تطاول¼، و½ما¼ موصول، و½فيه¼ ظرف مستقر صلته، و½من¼ بيانية، واضافة الكرم الى الاخلاق من اضافة الصفة الى الموصوف اي الاخلاق الكريمة، والمراد من الاخلاق الخصال الكسبية، و½الشيم¼ بكسر الشين وفتح الياء جمع شيمة، وهي


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310