عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

العنكبوت على الجراحة الطرية في ظاهر البدن حفظها من الورم ويقطع سيلان الدم، واذا دلكت الفضة بنسجها جاء جلاءها، والعنكبوت الذي ينسج على الخلاء اذا علق المحموم يبرا باذن الله تعالى واذا لف في خرقة وعلق على صاحب حمى الربع نفع انتهى. وفي "الجامع الصغير" قال عليه السلام: العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه [1] وروى الثعلبي عن علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه انه قال: طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت، فان تركه في البيوت يورث الفقر[2]، وفي "الحلية" نسجت العنكبوت مرتين على الانبياء مرة على داؤد عليه السلام حين كان جالوت يطلبه ومرة على النبي عليه السلام في الغار، وروى الديلمي في "مسند الفردوس" عن علي رضي الله تعالى عنه ان النبي عليه السلام سئل عن المسوخ فقال: هم ثلاثة عشر؛ الفيل والدب والخنزير والقرد والجريث والضب والوطواط والعقرب والدعموض والعنكبوت والارنب وسهيل والزهرة[3] الحديث، قال في "الزبدة": نهى عليه السلام عن قتل العنكبوت والحمام الكائنتين في الحرم[4]. و½على خير البرية¼ متعلق بالفعلين الاتيين على سبيل التنازع، و½البرية¼ بمعنى المخلوق، والالف واللام فيه للاستغراق  اي: جميع المخلوقات. وقوله: ½لم تنسج ولم تحم¼ فيه لف ونشر مشوش لان الاول للثاني، والثاني للاول، و½لم تحم¼ بمعنى لم تبض.

وحاصل المعنى: ان الكفار لعدم يقينهم بالنبي المختار حسبوا ان العنكبوت لم تنسج على باب الغار وان الحمامة لم تحم حول الغار فظنوا ان ليس في الدار ديار، ورجعوا من تتبع الاثار، وقالوا: لوكان احد في الغار لما كانت هذه الاثار حتى قال واحد منهم لامية بن خلف: ندخل الغار فقال امية: ما تصنع في الغار، وان عليه عنكبوتا كانت قبل ميلاد محمّد سيِّد الابرار.                 

 


 



[1]     "الجامع الصغير" باب حرف العين، فصل في المحلى، الحديث:٥٧٣٩،  ٢/٣٥٣

[2]     "فيض القدير"، حرف العين، الحديث: ٥٧٣٩، ٤/٥١٩.

[3]     ولم نعثر على هذا الحديث مع البحث عنه قدر الطاقة ، وإنّما وجدناه في "كنز العمال"، كتاب خلق العلم، الحديث: ١٥٢٥٠، ٥/٧٠.

[4]     لم نعثر عليه. [علمية]




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310