عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

على تقدير كونه ½ما سامني¼، ووقع في بعض النسخ ½يوما¼ بالنصب على الظرفية، والواو في ½واستجرت¼ حالية، و½استجرت¼ من الاستجارة من قولهم: ½استجار فلان من فلان¼ اي: طلب الخلاص والنجاة كما في قوله تعالى: ﴿ وَانۡ احدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡركِينَ ٱسۡتجاركَ ﴾ [التوبة: ٦]، وقيل: بمعنى الالتجاء والاستغاثة، ويجوز ان تكون الواو للعطف لكن الاول اولى، ولا يرد عليه انه يلزم في الماضي ½قد¼ اذا كان حالا وهو موجود لانه اعم من الملفوظ والمقدر، وهاهنا مقدر. والباء في ½به¼ اما للسببية او للاستعانة والضمير راجع اليه عليه السلام وفيه حذف مضاف اي: بسبب مدحه عليه السلام، والاستثناء مفرغ حذف فيه المستثنى منه اي: ما ظلمني الدهر مع اني ملابس بطلب خاص بسبب مدحه في حال من الاحوال الا في حال الوصول. والواو في ½ونلت¼ لتاكيد اللصوق كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَآ اهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةٍ الَّا وَلَهَا كِتابٞ مَّعۡلُومٞ ﴾ [الحجر: ٤]، و½نلت¼ بمعنى وصلت، والمراد من ½الجوار¼ اما على حقيقته بان يراد الجوار في الدنيا بالمؤالفة به عليه السلام والمصاحبة معه، او يراد بالجوار الاستراحة والخلاص من جميع فتن الدنيا وهو المناسب لتعلق منه به، وضميره راجع الى الضيم وقوله: ½لم يضم¼ صفة جوار، وايراده لدفع توهم ناشئ من الاستثناء اذا استفيد منه كون الجوار من جنس الظلم، فدفعه بقوله: ½لم يضم¼ ثم اعلم! ان قوله: ½الا ونلت¼ يجوز ان يكون من قبيل تاكيد المدح بما يشبه الذم، وان لم يتعرض له الشارحون بل كونه من هذه القبيل احسن لانه كدعوى الشيء ببينة كما لايخفى على الفطن، يقال: انه لا حكم في هذا المقام قبل الاستثناء حتى يكون قبله شيء مشابه للمدح فيؤكد لانا نقول: هذا الكلام مبني على ما ذهب اليه الشافعية من وجود الحكم قبل الاستثناء لان الناظم شافعي كما مر غير مرة.

وحاصل معنى البيت: ما اذاقني الله تعالى في زمان من الازمان ضررا من امور الاكوان والحال اني قد التجات اليه الا وقد نلت خلاصا ووجدت فيه مناصا لم يغلب ولم يظلم، ثم اعلم! ان خاصية هذا البيت: انه اذا كتبه من يريد السفر فترك المصراع الاول في داره مع اهله، واخذ المصراع الثاني معه، فسافر، فهو يصل الى اهله باذن الله تعالى سالما من الافات.

 


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310