عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

﴿ يَخۡرج مِنۢ بطُونِهَا شَرابٞ مُّخۡتلِفٌ الۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ﴾ [النحل:ّ ٦٩]، ﴿ وَنُنَزلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ
شِفَآءٞ وَرحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ
﴾ [الاسراء: ٨٢]، ﴿ وَاذا مَرضۡت فَهُوَ يَشۡفِينِ ﴾ [الشعراء: ٨٠]، ﴿ قُلۡ هُوَ لِلَّذينَ ءَامَنُوا هُدى وَشِفَآءٞۚ﴾ [فصلت: ٤٤]، قال: فكتبتها ثم محوتها بالماء، وسقيته اياها فكانما نشط من عقال، وقال ابوبكر الرازي: كنت بـ"اصبهان" عند ابي نعيم، فقال له شيخ: ان ابا بكر بن علي قد سعى به عند السلطان، فسجن، فرايت النبي عليه السلام في المنام وجبرائيل عن يمينه يحرك شفتيه بالتسبيح فقال لي النبي عليه السلام: قل لابي بكر: يدعوا بدعاء الكرب الذي في صحيح البخاري حتى يفرج الله عنه، قال: فاصبحت، فاخبرته، فدعا، فلم يمكث الا قليلا حتى فرج عنه، ودعاء الكرب ما رواه الشيخان وهو قوله عليه الصلاة والسلام: لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السموات والارض ورب العرش الكريم[1]، ويقول هذا الفقير المعترف بالعجز والتقصير: وقع ايضا في زماننا مثل ما ذكرنا، وهو انه كان لاستاذنا العلامة زوجة ابتليت بمرض في قلبها، وكانت لا تسكن اصلا في كل صباح ومساء الا وتصيح بصوت رفيع حتى سئم منها جيرانه، فاخذ دواء من اطباء كثيرين ما نفعها، فقال لي الاستاذ يوما: اكتب منا كتابا الى روضة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى يكون شفيعا لهذا الداء فكتبت كتابا زينته اولا بالصلاة والسلام ووصفته بكونه شفيعا لامراض لا تحصى، ورجوت في اخره منه الدواء والاستشفاء لهذا الداء فارسله الاستاذ مع الحجاج الى روضته فحسبنا الايام الى اليوم الذي وصلت الحجاج فيه الى المدينة فانقطع صوتها ومرضها في بيته فحمدنا الله حمدا كثيرا. وقوله: ½واطلقت¼ عطف على ½ابرات¼ اي: كثيرا ما اطلقت الاطلاق التخلية والعفو والاخلاص من القيد، و½الارب¼ بكسر الراء بمعنى صاحب الاحتياج، و½من ربقة¼ متعلق بـ½اطلقت¼، و½الربقة¼ بالكسر حبل له عقدة يشد به البهائم، و½اللمم¼ بفتحتين صغار الذنوب لكن اريد به هاهنا مطلق الذنب بقرينة ان المقام مقام المبالغة، ثم انه يجوز ان تكون اضافة الربقة الى اللمم بمعنى اللام فيكون المعنى: كثيرا ما اطلقت راحته عليه الصلاة والسلام صاحب احتياج من قيد لاجل ذنبه سواء كان ذنبه ظاهريا فيكون على هذا اشارة الى اطلاقه عليه السلام اسارى الكفار من


 



[1]     "صحيح البخاري"، كتاب الدعوات، باب الدعاء عند الكرب، الحديث: ٦٣٤٦، ٤/٢٠٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310