عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

اعلم! ان البيت لما كان معظما مشرفا جعل له حصن وهو مكة وحمى، وهو الحرم، وللحرم حرم، وهو المواقيت حتى لايجوز لمن وصل اليها ان يجاوزها الا بالاحرام انتهى. وفي تفسير "روح البيان" ان حدود الحرم من جهة المدينة على ثلاثة اميال، ومن طريق العراق على سبعة اميال، ومن طريق الجعرانة على تسعة اميال، ومن طريق الطائف على سبعة اميال، ومن طريق جدة على عشرة اميال ثم ان الحرم عام لكل ما كان في داخل الحرم فلا ينافي ما قال الرواة: من انه عليه السلام كان اسراءه من بيت ام هاني بنت ابي طالب لان بيتها كان في الحرم. و½ليلا¼ نصب على الظرفية لـ½سريت¼ وهو تاكيد للاسراء، والسرى في لسان العرب لا يكون الا ليلا حتى لا يتخيل انه كان نهارا ولافادة تقليل مدة الاسراء اي: في جزء من الليل لما في التنكير من الدلالة على البعضية، وهي على ما قيل ليلة سبع وعشرين من رجب ليلة الاثنين، فان قلت: فلم جعل المعراج ليلا ولم يجعل نهارا حتى لا يكون فيه اشكال وطعن وما الحكمة في اختيار الليل؟ قلت: اجيب عنه بانه انّما جعل ليلا تمكينا للتخصيص بمقام المحبة لانه تعالى اتخذه عليه السلام حبيبا وخليلا، والليل اخص زمان بجمع المحبين فيه، والراحة في الخلوة متحققة بالليل، وقال بعض الفضلاء: لعل تخصيصه بالليل ليزداد الذين امنوا ايمانا بالغيب وليفتتن الذين كفروا زيادة على فتنتهم اذ الليل اخفى حالا من النهار، وقيل: حكمته انه افتخر النهار على الليل بالشمس، فقيل له: لا تفتخر ان كان شمس الدنيا تشرق فيك، فسيعرج شمس الوجود في الى السماء، وقال بعض اهل المعارف: حكمته انه لما محا الله اية الليل، وجعل اية النهار مبصرة كان الليل محزونا ومنكسرا، فكان الاسراء بمحمد عليه الصلاة والسلام في الليل للعدالة وسيظهر جواب اخر من تشبيه الناظم الفاهم، فتبصر. و½الى حرم¼ متعلق بـ½سريت¼، والمراد من هذا الحرم المسجد الاقصى، والتعبير عنه بالحرم انما هو للمشاكلة، وقيل: اطلاق الحرم عليه لكونه محترما. وقوله: ½كما سرى البدر... الخ¼ تشبيه لسيره عليه الصلاة والسلام وقطع المنازل والانارة، والمشبه به قاصر. و½في داج من الظلم¼ متعلق بـ½سرى¼، و½داج¼ صفة موصوف محذوف اي: في ليل داج، والداجي من الدجى بمعنى الظلمة فداج بمعنى راكد ظلامه. و½من الظلم¼ متعلق بـ½داج¼ بتضمينه معنى راكد، والظلم بالضم والفتح جمع ظلمة، والمراد اظهار مبالغة الظلمة، وما قيل: من ان قوله: ½من الظلم¼ ظرف مستقر صفة داج، والمراد من


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310