عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

الاحاطة بالشيء ذاتا وصفة. و½اوليت¼ ماض مجهول على صيغة الخطاب ايضا لكنه من ½اولاه¼ بمعنى اعطاه والمعنى ما اعطيت. و½من نعم¼ بيان لـ½ما¼، و½النعم¼ بكسر النون وفتح العين جمع نعمة، وفي قوله: ½ما وليت من رتب¼ اشارة الى كونه عليه الصلاة والسلام واليا يوم القيامة على اهلها بالشفاعة حيث اعطي له الشفاعة ليلة المعراج، وكذا مما اعطي له فيها ما اوحي اليه من ان الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها وعلى الامم حتى تدخلها امتك، وقوله تعالى له عليه الصلاة والسلام: لولاك لما خلقت الافلاك[1]، وكذا اعطي له فيها قوة جبروتية يهلك بها اعداءه، وغير ذلك مما لا يحيط به قلم، وفي قوله: ½ما اوليت من نعم¼ اشارة الى اعطائه تعالى له عليه الصلاة والسلام فيها علم الاولين والاخرين، وجعل امته خير الامم وارسال النصيحة لامته حيث روي عنه عليه الصلاة والسلام انه قال: شكا اي اللهُ  تعالى من امتي ليلة المعراج شكايات الاولى: انّه قال: اني لم اكلفهم عمل الغد وهم يطلبون مني رزق الغد، والثانية: انّه قال: لا ادفع ارزاقهم الى غيرهم وهم يدفعون عملهم الى غيري، والثالثة: انه قال: انهم ياكلون رزقي ويشكرون غيري، ويخونون معي ويصالحون خلقي، والرابعة: انّ العزة لي وانا المعز وهم يطلبون العز من سواي، والخامسة: اني خلقت النار لكل كافر وهم يجتهدون ان يوقعوا انفسهم فيها، وقال: قل لامتك ان احببتم احدا لاحسانه اليهم فانا اولى به لكثرة نعمتي عليهم، وان خفتم احدا من اهل السماء والارض، فانا اولى بذلك لكمال قدرتي، وان انتم رجوتم احدا فانا اولى به، وان انتم استحييتم من احد لجفائكم اياه، فانا اولى به؛ لان منكم الجفاء ومني الوفاء، وان انتم اثرتم احدا باموالكم وانفسكم فانا اولى بذلك؛ لاني معبودكم، وان صدقتم احدا في وعده فانا اولى بذلك؛ لاني انا الصادق، وكذلك قال تعالى له عليه الصلاة والسلام: يا محمد لم اكثر مال امتك لئلا يطول حسابهم يوم القيامة ولم اطل اعمارهم لئلا تقسوا قلوبهم، ولم افجاهم بالموت لئلا يكون خروجهم من الدنيا بدون التوبة واخرتهم في الدنيا عن الاخرين لئلا يطول في القبور حبسهم كذا في "روح البيان تفسير القران" لاسماعيل حقي صاحب الكشف والعرفان.

 


 



[1]     "كشف الخفاء"، ٢/١٤٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310