عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

بمعنى الموثوق المعتمد في الشهادة، واضافته الى الدمع والسقم بيانيه لغوية، او بمعنى: ½من¼ اي العدول المستفادة من جهتهما، واعلم انّهم بيّنوا انّ المضاف اليه امّا مباين للمضاف، وحينئذ ان كان ظرفا له فبمعنى ½في¼، والا فبمعنى ½اللام¼، واما مساو او اعم مطلقا فالاضافة ممتنعة، واما اخص مطلقا كيوم الاحد فبمعنى ½اللام¼، وامّا اخص من وجه، فان كان المضاف اليه اصلا للمضاف فبمعنى ½من¼ والا فبمعنى ½اللام¼، ولا يلزم فيما بمعنى اللام ان يصح التصريح بها بل يكفي افادة الاختصاص الذي هو مدلول اللام، ثم انهم قالوا: يشترط في الاضافة البيانية الاصطلاحية اي النحوية العمومُ والخصوصُ من وجه، وكون المضاف اليه اصلا للمضاف، وفي اللغوية قد يكون بينهما عموم مطلق، وقد يكون من وجه، لكن يشترط على صورة الوجه ان لا يكون المضاف اليه اصلا، وفي الاضافة اللامية قد يكون بينهما عموم مطلق، فيجتمع من الاضافة البيانية كما كان في هذا المقام، وقد يكون عموم من وجه، ولا يكون المضاف اليه اصلا للمضاف، فاحفظ هذا الكلام فانه مما ينفعك في اكثر المقام، ويجوز ان تكون اضافة ½العدول¼ من قبيل ½اخلاق ثياب¼، و½الدمع¼ قد مر تعريفه غير مرة. و½السقم¼ المرض، والالف واللام فيه عوض عن المضاف اليه اي سقم القلب، ومن قال: الالف واللام في ½الدمع¼ ايضا عوض عن المضاف اليه اي دمع العين فقد سها فافهم. ثم ان استعمال صيغة الجمع اعني: ½العدول¼ في المثنى اعني: الدمع والسقم اما للتعظيم كما في قوله تعالى: ﴿ وَانَّا لَهُۥ لَحٰفِظُونَ ﴾ [الحجر: ٩] او مبني على ما قيل ان اقل الجمع اثنان مستدلا بقوله عليه الصلاة والسلام: الاثنان وما فوقهما جماعة[1] فتامل، ويمكن ان يقال ايراد صيغة الجمع لكون كل من الدمع والسقم جمعا باعتبار الافراد والانواع من قبيل قوله تعالى: ﴿ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبكُمَاۖ﴾ [التحريم: ٤] فافهم، ثمّ انّ في الدمع والسقم استعارة بالكناية بان يشبه كل واحد من الدمع وسقم القلب بالشخص الصادق في اظهار شيء وقع في نفسه، وادعِيَ للشخص لصادق فردان: فرد متعارف وهو الشخص الصادق حقيقة، وغير متعارف وهو الدمع او مرض القلب، ثمّ استعير المشبه للمشبه به، ثمّ ذكر في الخارج المشبه واريد المشبه به،  وهذه الاستعارة مكنية، ثمّ انتزع من

جانب المشبه امر وهمي، وهو شهادة الدمع


 



[1]     "سنن ابن ماجه"، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب الاثنان جماعة، الحديث: ٩٧٢، ١/٥١٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310