عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

جعلت حسنا في الظاهر، فيكون المعنى كم مرة جعلت النفس حسنا في الظاهر شيئا لذيذا بالعجب والغرور، فعلى هذا يكون ½لذة¼ مفعول ½حسنت¼ او يكون صفة موصوف محذوف اي: شيئا لذيذا، والمراد منه العمل النفل، ويجوز ان يكون المراد من الشيء اللذيذ الاغترار بكرم الله تعالى ورحمته قال القاضي في قوله تعالى: ﴿ مَا غَركَ بربكَ ٱلۡكَريمِ ﴾ [الانفطار: ٦] فاعل المعاصي بالاغترار بكرم الله تعالى مثل من يشرب السم اعتمادا لطبيعته، فعلى هذا التقدير يكون ½السم¼ استعارة من عذاب اليم، و½الدسم¼ استعارة من الاغترار بكرم الكريم فلا تغفل عن ترتيب استعارتهما او معنى ½حسنت¼ عدت حسنا ويكون مفعوله محذوفا اعني: المرعى ويكون اصل لذة بلذة ثم حذف الجار، وانتصب المجرور، ويكون تنوينه عوضا عن المضاف اليه اي: العجب والغرور، فعلى هذا يكون المعنى كم مرة عدت النفس المرعى حسنا بسبب لذة العجب والغرور وقوله: ½للمرء¼ متعلق بـ½قاتلة¼ قدم لضرورة الشعر واللام لتقوية العمل، او متعلق بحسنت، والمرء قال العاصم في: "ترجمة القاموس المسمى بـ½اوقيانوس¼" بالحركات الثلاث في الميم وبسكون الراء الانسان مطلقا ذكرا كان او انثى، وعلى قول مختص بالرجل لكن هنا اعم، ولم يوجد له جمع من لفظه، وانما جمعه رجال، وعلى قول جاء جمعه مَراوْنَ، ويقال في مؤنثه:مراة بتاء التانيث، وقد جاء مَرةٌ بترك الهمزة وفتح الراء، وقد تدخل على اولها همزة الوصل، وكذا لام التعريف وكذلك تدخل همزة الوصل على اوّل المرء، فحينئذ ان لم يكن مقارنا بحرف التعريف يجوز فيه ثلاث لغات: الاولى: فتح الراء دائما في الرفع والنصب والجر، والثانية: ضمها دائما في الحالات الثلاث، والثالثة كونها معربة اعني بتبعيتها للحرف الاخير في الاعراب، فان كان اخره مرفوعا يكون الراء ايضا مرفوعا، وان منصوبا يكون الراء ايضا منصوبا، وان مجرورا يكون الراء ايضا مجرورا، وان كان مقارنا بحرف التعريف كان الراء ساكنة البتة هذا وقوله: ½قاتلة¼، منصوب على انه حال من لذة او صفة له، والمراد من القتل هاهنا الاهلاك بذكر الملزوم وارادة اللازم لان القتل لا يكون الا بالة جارحة او ثقيلة، وهنا ليس الة كذلك، وقوله ½من حيث¼ متعلق بـ½قاتلة¼ وقيد الحيثية يستعمل لمعان ثلاثة الاطلاق والتقييد والتعليل، اما الاطلاق فكما في قولهم: الماهية من حيث هي هي، والتقييد كقولهم: علم الطب ما يبحث فيه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310