عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

انه بدل من ½من¼، والاظهر انه مبتدا و½سيد¼ خبره وهو على صيغة اسم المفعول مبالغة من كثرة الحمد، ثم نقل من الوصفية الى الاسمية فسمّي به النبي عليه السلام لانّه محمّد وموصوف في خلقه وخلقه قال القاضي عياض في "الشفاء": حمي اسم محمد ولم يسمّ به احد من العرب ولا غيرهم الى ان شاع قبل وجوده وميلاده عليه السلام ان نبيا يبعث اسمه محمّد فسمّى قوم ابناءهم بذلك رجاءً ان يكون احدهم هو، والله تعالى يعلم حيث يجعل رسالته[1]، فان قيل: لم اختار هذا الاسم من بين اسمائه عليه السلام لانّه ذكر البخاري في "شرح الارشاد" ان للنبي عليه السلام الف اسم، وقيل: ثلاث مئة وقيل: تسعة وتسعون؟ قلنا: لانّ هذا الاسم اشهرها وافضلها لانّه يفيد المبالغة في المحمودية وهي تسلتزم المبالغة في الحامدية فيكون هو افضل منها هذا، و½سيد¼ على وزن ½جيد¼ اصله سيود، وهو بصيغة اسم الفاعل من السيادة بمعنى: العلو والرفعة، قيل في تعريفه: هو الذي يلجا اليه الناس في حوائجهم، والمراد من ½الكونين¼ الدنيا والاخرة او عالم الشهادة وعالم الغيب، وتفصيل بيان سيادته في الدارين وان ذكر في الكتب المفصّلة لكن علينا ان نذكره هاهنا ايضا اجمالا فنقول: امّا سيادته في الدنيا فلانه عليه الصلاة والسلام كان خاتم جميع الانبياء والمرسلين، وكان المعراج مخصوصا به دون سائر الانبياء، ولانه عليه الصلاة والسلام ارسل الى كافّة الثقلين دون سائر الانبياء، وارسل الى الجن والملك وبعث رحمةً للعالمين حتى الكفار بتاخير العذاب، وبلده افضل البلاد ومسجده افضل المساجد والبقعة التي دفن فيها افضل من الكعبة كما سياتي تفصيله، وكذا سيادته عليه الصلاة والسلام بحسب نوره الروحي مفضل على الجميع ثابت بالاثار وتكاثر الاخبار بل نوره اللطيف اصل انوار جميع الانبياء قال في "المواهب" قوله تعالى: ﴿ وَاذۡ اخذ ٱللَّهُ مِيثٰقَ ٱلنَّبيِّ‍ۧنَ لَمَآ ءَاتيۡتكُم مِّن كِتٰبٖ وَحكۡمَةٖ ثمَّ جآءَكُمۡ رسُولٞ مُّصَدقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتؤۡمِنُنَّ بهِۦ وَلَتنصُرنَّهُۥۚ قَالَ ءَاقۡررۡتمۡ وَاخذۡتمۡ عَلَىٰ ذٰلِكُمۡ اصۡريۖ قَالُوٓا اقۡررۡنَاۚ﴾ الاية، [ال عمران: ٨١] عن علي وابن عباس رضي الله تعالى عنهما ما بعث الله تعالى نبيا من الانبياء الا اخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد عليه الصلاة والسلام وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه[2]، وفي "المواهب" ايضا عن عبد


 



[1]     "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" فصل في أسمائه، ١/٢٣٠.

[2]     "روح المعاني" سورة آل عمران، تحت آيت:٨١، ٣/٢٧٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310