عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

الرزاق عن جابر ما اجماله اعلم ان الله تعالى خلق نور نبينا عليه السلام قبل كل شيء فخلق منه القلم واللوح والعرش وحمَلَته والكرسي وسائر الملائكة والسموات والارض والجنة والنار وايضا نور ابصار المؤمنين ونور قلوبهم ونور انفسهم[1] وامّا سيادته في الاخرة فلِمَا ذكره القرطبي: ان الزبانِيَةَ ياتون بجهنم يوم القيامة وهي تمشي على اربع قوائم وتقاد بسبعين الف زمام في كل زمام سبعون الف حلقة على كل حلقة سبعون الف ملك، فاذا انفلتت من ايديهم لم يقدروا على امساكهم لعظم شانهم فيبحثوا كل من في الموقف على الركب حتى المرسلين ويتعلق ابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام بقوائم العرش، وهذا قد نسي الذبيح، وهذا قد نسي هارون، وهذا قد نسي مريم عليهم الصلاة والسلام قائلين: نفسي نفسي لا اسئلك اليوم غيرها، ومحمد عليه السلام يقول: امتي امتي سَلِّمْهَا ونَجهَا يارب! فيقوم عليه الصلاة والسلام وياخذ بحطامها ويقول: ارجعي مدحورة الى خلفك، فتقول: خل سبيلي فانّك يا محمد حرام علىَّ، فينادى من سرادقات العرش اسمعي واطيعي له ثمّ تجذب وتجعل شمال العرش، فيخف وجل اهل الموقف[2]. وقوله: ½والثقلين¼ عطف على ½الكونين¼ من قبيل عطف الخاص على العام، ونكتته دفع قول من قال: انّه عليه السلام رسول الى الانس لا الى الجن، فالمراد من ½الثقلين¼ الانس والجن؛ لكونهما ثقيلين على الارض، فان قيل: انّ الجنّ ليس له ثقل فكيف يطلق عليه الثقل؟ قلت: اطلاق الثقل عليه تغليب من تغليب الثقيل على الخفيف، ثمّ انّ عطف قوله ½والفريقين¼ مع دخوله فيما سبق مرتين لنكتة الرد على من خص رسالته عليه السلام بالعرب دون العجم، وانما بيَّنَ الفريقين بقوله: ½من عرب ومن عجم¼ دون الكونين والثقلين لانّ الكونين والثقلين معلوم في عرفنا فلا يحتاج الى البيان بخلاف الفريقين، و½عرب¼ كقفل بمعنى: العرب وهو خلاف العجم، والعرب مؤنث بتاويل الطائفة يقال: الْعَرب الْعَاربة والْعَرب الْعَرباءُ، وبعضهم خصّص العرب بمن سَكَنَ في بلادهم، وبعضهم جعَلَه شاملا للبلَديّ والبدوِيّ وهو المراد هنا قال في "البصائر": انّ الاعراب ليس جمع عرب كما توهم لانّه لم يكن لها مفرد لكن قال الراغب في مفرداته:


 



[1]     "المواهب اللدنية" المقصد الأول، ١/٣٦.

[2]     لم نعثر عليه. [علمية]




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310