عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

بالاخبار والاحاديث الصحيحة مذكورة في كتب الاحاديث قال المحقق الدواني: انّه عليه السلام يشفع لجميع الانس والجن الا انّ شفاعته للكفار لتعجيل فصل القضاء فتخفف عنهم اهوال يوم القيامة وللمؤمنين للعفو ورفع الدرجات، فشفاعته عامة لقوله تعالى: ﴿ وَمَآ ارۡسَلۡنَٰكَ الَّا رحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الانبياء: ١٠٧] قال في "المواهب" الشفاعات خمس: الاولى: في الاراحة من هول الموقف وهي اعظمها واعمها، والثانية: في ادخال قوم الجنة بغير حساب، والثالثة: فيمن استوجب النار، والرابعة: في اخراج من دخل النار، والخامسة: في رفع الدرجات، وزاد السيوطي سادسة: هي في تخفيف العذاب عمن استحق الخلود في النار، وزاد في "المواهب" ايضا سابعة: وهي لاهل المدينة خاصة، وقوله: ½لكل هول من الاهوال مقتحم¼ متعلق بـ½ترجي¼، او بـ½شفاعته¼، و½اللام¼ في ½لكل¼ بمعنى: في كما في قوله تعالى: ﴿ يَٰلَيۡتنِي قَدمۡت لِحيَاتي ﴾ [الفجر: ٢٤] او للتوقيت كما في قوله: ﴿اقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدلُوكِ ٱلشَّمۡسِ ﴾ [الاسراء: ٧٨] او فيه حذف مضاف اي: لدفع كل هول، و½الهول¼ الشدة والمصيبة، واضافة الكل اليه تفيد العموم اي: كل بلية، والمراد بلايا الاخرة بقرينة الشفاعة او المراد بلايا الدارين كما يفيده قوله: ½من الاهوال¼ لانّه عليه الصلاة والسلام دفع ببركة وجوده في الدنيا المسخ والخسف والاستيصال واخر العذاب، و½مقتحم¼ من الاقتحام اما على صيغة اسم الفاعل اي: بلية داخلة بين الناس، واما اسم مفعول اي: في كل بلية مقتحم فيها، ثم اعلم! ان هذا البيت اول ابيات المناجات واجابة الدعاء فمن كان له حاجة دنيوية او اخروية فليقرا هذ البيت في مجلس واحد الفا وواحدة، فان الله تعالى يقبل دعاه ويقضي حاجته بلا تخلف ان شاء الله تعالى، قال المولى ابو سعيد الخادمي: ان هذا البيت كان ترياقا لكل حاجتي، وقال استاذنا طول الله بقاه وانال ما تمناه انه كان استاذنا الشهير بالحاج عثمان افندي الاقشهري مفتيا في بلدة "قيصر" فنزل منها يوما فكان محزوما ومتكدرا، واشتهى ان يكون مفتيا ايضا، فدعاني مع اثنين من شركائي الى بيته، فقرانا هذا البيت الفا وواحدة في مجلس بلا تكلم في اثنائه فبعد زمان قليل ظهر منشوره لافتائه.

 


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310