عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

½فاق¼ لمفهوم علا فذكر فاق واريد علا، ويمكن ان يراد حقيقة التفوق فتبصره و½النبيين¼ جمع نبي، وهو بالنصب مفعول ½فاق¼ و½الخلق¼ بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام في اللغة بمعنى: التقدير والايجاز، وهنا بمعنى المفعول والمراد الكمالات الظاهرة من حسن الصورة وتناسب الاعضاء والاشكال والالوان واعتدال الاطراف و½الخلُق¼ بضم الخاء واللام جمع خلق بمعنى: الطبيعة الحسنة، والمراد الكمالات الباطنة واعتدال قوى النفس، وانما افرد الاول وجمع الثاني اشارة الى ان الاخلاق كثيرة والخلق واحد، اعلم ايها المحب! لهذا النبي الكريم الباحث عن تفوقه على سائر الانبياء في ابتداء الخلق والحسن والكمال والخصال الحميدة من الجلال والجمال وفقك الله تعالى وايانا في كل حال ان نبينا عليه الصلاة والسلام افضل الانبياء بالايات والاحاديث اما الايات فكما قال تعالى: ﴿۞تلۡكَ ٱلرسُلُ فَضَّلۡنَا بعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بعۡضٖۘ﴾ [البقرة: ٢٥٣]، قال اهل التفسير: المراد به محمد عليه السلام كما قال تعالى في مقام اخر، ﴿ وَكَانَ فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكَ عَظِيمٗا ﴾ [النساء: ١١٣]، وقال ايضا ﴿ وَرفَعۡنَا بعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بعۡضٖ درجٰتٖ﴾ [الزخرف: ٣٢] قال اهل التفسير: اراد به محمدا عليه السلام، واما الاحاديث فكقوله عليه السلام: انا سيد الاولين والاخرين ولا فخر[1] وقوله عليه السلام: انا سيد ولد ادم ولا فخر[2] وقوله عليه السلام: انا اتقى ولد ادم واكرمهم على الله ولا فخر[3] وكرواية عائشة رضي الله عنها انها قالت: قال عليه السلام: اتاني جبرائيل فقال: قلبت مشارق الارض ومغاربها، فلم ار رجلا افضل من محمد عليه السلام[4] اما بيان فضيلته في ابتداء خلقه عليه السلام فيكفيك قوله عليه السلام: كنت نبيا وادم بين الجسد والروح[5] وقوله عليه السلام: كنت اول الانبياء في الخلق واخرهم في البعث [6] وقول العلماء في تفسير قوله تعالى: ­﴿ وَاذۡ اخذ ٱللَّهُ مِيثٰقَ ٱلنَّبيِّ‍ۧنَ لَمَآ ءَاتيۡتكُم ﴾ الاية [ال عمران: ٨١] ان الله تعالى


 



[1]     "سنن الترمذي"، كتاب المناقب عن رسول الله، باب في فضل النبي، الحديث: ٣٦٣٦، ٥/٢٥٤.

[2]     "سنن ابن ماجه"، كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة، الحديث: ٤٣٠٨، ٤/٥٢٢.

[3]     "كنز العمال"، الكتاب الثاني في الأذكار، الحديث: ٣٠٤٧، ٢/٢٠.

[4]     "مجمع الزوائد"، كتاب علامات النبوة، باب في كرامة أصله، الحديث: ١٣٨٢٩، ٨/٤٠٠.

[5]     "كنز العمال"، كتاب الفضائل، حرف الفاء، الباب الأول، الحديث: ٣١٩١٤، ١١/١٨٤.

[6]     "كنز العمال"، كتاب الفضائل، حرف الفاء، الباب الأول، الحديث: ٣٢١٢٣، ١١/٢٠٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310