عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

واما ابراهيم عليه السلام فكانت عليه نار نمرود بردا وسلاما، واعطي سيدنا محمدا عليه السلام نظير ذلك اطفاء نار الحرب عنه عليه السلام، قال تعالى: ﴿ كُلَّمَآ اوۡقَدوا نَارا لِّلۡحرۡب اطۡفَاهَا ٱللَّهُۚ﴾ [المائدة: ٦٤] وكذلك انه عليه السلام مر ليلة المعراج على بحر النار مع سلامته منه، واما ما اعطي ابراهيم عليه الصلاة والسلام من مقام الخلة، فاعطي عليه السلام اياه وزاده بمقام المحبة واما ما اعطي ابراهيم من كسر الاصنام والازلام، فاعطي سيدنا محمدا عليه السلام كسرها باسرها بمحضر من اولى نصرها من غير تعريض في القول ولا تمريض في الصول بل قال جهرا: ﴿قُلۡ جآءَ ٱلۡحقُّ وَزهَقَ ٱلۡبٰطِلُۚ انَّ ٱلۡبٰطِلَ كَانَ زهُوقٗا﴾ [الاسراء: ٨١]، واما ما اعطي موسى عليه السلام من قلب العصا حية، فاعطي عليه السلام انه لما اراد ابو جهل ان يرميه عليه السلام بحجر راى على كتفيه ثعبانين فانصرف مرعوبا، واما ما اعطي موسى عليه السلام من اليد البيضاء، فاعطي سيدنا محمد عليه السلام انه لم يزل نورا في اصلاب وبطون، وكان يرى من نوره في الليلة المظلمة ما سقط على الارض من الخياط، واما ما اعطي موسى ايضا من انفلاق البحر، فاعطي سيدنا محمد انشقاق القمر كما سيجئ ان شاء الله تعالى، فموسى تصرف في عالم الارض، وسيدنا محمد في عالم السماء، والفرق واضح، وذكر ابن حبيب: ان بين السماء والارض بحرا يسمى المكفوف يكفون بحر الارض بالنسبة اليه كالقطر في البحر المحيط قال: فعلى هذا كان ذلك البحر منفلقا لنبينا عليه السلام في ليلة المعراج، واما ما اعطي موسى من اجابة الدعاء، فقد اعطي سيدنا محمد ما لايحصى. وسيجيء بيان بعضه، واما ما اعطي موسى عليه السلام من تفجر الماء له من الحجارة، فاعطي سيدنا محمد ان الماء تفجر من بين اصابعه وهذا ابلغ، واما ما اعطي موسى عليه السلام من الكلام في "الطور"، فاعطي سيدنا محمد مثله ليلة الاسراء وزيادة الدنوّ ومقامه عليه السلام كان فوق السموات العلى و"سدرة المنتهى" ومقام موسى كان "طور سينا"، واما ما اعطي هارون عليه السلام من الفصاحة فكان نبينا عليه السلام افصح جميع بني ادم، واما ما اعطي يوسف عليه السلام من شطر الحسن فاعطي سيدنا محمد عليه السلام كله، وقد سبق وسياتي بعضه، واما ما اعطي يوسف عليه السلام من تعبير الرؤيا، فقد اعطي محمد عليه السلام ما لايعده عاد، واما ما اعطي داود عليه السلام من تلين


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310