عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

الاشتمال بمعنى الاحاطة والاجتماع لانه من شمل بمعنى جمع واحاط لا من شمل بمعنى تفرق، والفرق بين الاشتمال والشمول ان ½الاشتمال¼ يستعمل في تناول الكل لاجزائه، و½الشمول¼ في تناول الكلي لجزئياته. و½بالبشر¼ متعلق بـ½المتسم¼ المؤخر، و½البشر¼ بكسر الباء تحرك بشرة الوجه عند السرور والبشاشة، يقال لقيني فاظهر البشر اي: الطلاقة والبشاشة، وفي بعض النسخ وقع بدل ½البشر¼ البر بمعنى الصدق لكن الاول اولى لكون الثاني مستلزما للتكرار حيث سبق بيان ابريته عليه الصلاة والسلام في قوله: ½نبينا الامر الناهي... الخ¼، و½متسم¼ بالجر صفة بعد صفة لـ½نبي¼، وهو اسم فاعل من الاتسام بمعنى الاتصاف من الوسم بمعنى العلامة، ومنه ما في قول الشاعر:

اوَ كُلّما وَردت عُكاظَ قَبيلَةٌ           بعَثوا الَيَّ عَريفَهُم يَتوَسَّمُ

وحاصل المعنى: ما اكرم خلق محمد وصورته الظاهرة الذي زينه وحسنه خلقه وسيرته الباطنة فهو كما قال الله تعالى: ﴿ نُّور عَلَىٰ نُورٖۚ﴾ [النور: ٣٥]، وقال: ﴿ مَثلُ نُورهِۦ كَمِشۡكَوٰةٖ فِيهَا مِصۡباحۖ ٱلۡمِصۡباح﴾ [النور: ٣٥]، الموصوف باشتمال الحسن واحاطته جميع حالاته ومقالاته وسكناته، وقد وردت في بسط حسن صفاته احاديث مشهورة كثيرة، كقول ابي هريرة رضي الله تعالى عنه: ½ما رايت شيئا احسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الشمس تجري في وجهه[1] واذا ضحك يتلالا في الجدر¼[2]، وقول ام معبد في بعض ما وصفته به: ½كان عليه السلام اجمل الناس من بعيد واحلاهم واحسنهم من قريب¼[3]، وقول علي رضي الله تعالى عنه في اخر وصفه: ½من راه بديهة هابه ومن خالطه معرفة احبه يقول: ناعته لم ار قبله ولا بعده مثله صلى الله تعالى عليه وسلم¼[4]، وغير ذلك مما يطول سرده في هذا المختصر، وكذلك كان عليه الصلاة والسلام هو الموصوف بالاتسام بالبشر التام والبشاشة على طريق الدوام، وفيه احاديث معروفة يطول ذكرها، منها: قول عبد الله بن الحارث: ½ما رايت احدا اكثر تبسما من رسول الله عليه


 



[1]     "سنن الترمذي"، كتاب المناقب عن رسول الله عليه السلام، باب في صفة النبي عليه السلام، الحديث: ٣٦٦٨، ٥/٣٦٩

[2]     "مصنف عبد الرزاق"، كتاب العلم، باب في صفة النبي عليه السلام، الحديث: ٢٠٦٥٧، ١٠/٢٤٢

[3]     "الشفاء بتعريف حقوق المصطفى"، فصل وأما نظافة جسمه وطيب ريحه..إلخ، ١/٦١

[4]     "الشفاء بتعريف حقوق المصطفى"، فصل وأما نظافة جسمه وطيب ريحه..إلخ، ١/٦١




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310