عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

المكاشفة التامة. و½في الافق¼ متعلق بـ½عاينوا¼، و½الافق¼ بسكون الفاء للتخفيف جوانب السماء و½من شهب¼ بيان لـ½ما¼، و½الشهب¼ بضمتين جمع شهاب، وهو شعلة نار او بمعنى الكواكب لانه فسر قوله تعالى: ﴿ فَاتۡبعَهُۥ شِهَابٞ ثاقِبٞ﴾ [الصافات: ١٠] بشعلة نار ونجم كما لايخفى. وقوله ½منقضة¼ يجوز فيه الاحوال الثلاثة: الجر: على انه صفة شهب، وهو الاظهر، والنصب: على انه حال منه، والرفع: على انه خبر مبتدا محذوف، وهو اسم مفعول من ½انقض¼ بمعنى سقط، روي ان الله تعالى اذا قضى امرا كان يسمعه حملة العرش، فيسبحون، فيسبح من تحتهم الى سماء الدنيا، فيقولون: مم تسبحهم، فيستخبرون حتى ينتهي الخبر الى سماء الدنيا، فيتخطف وتسترقه الشياطين، ثم ياتون به الكهنة على الارض، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يزيدون فيكذبون وكان ذلك في الجاهلية، فلما ولد عليه السلام كانت الشياطين مرجومين من السماء وممنوعين من الصعود اليها بنجوم ونيران ترميها الملائكة اليهم، فان قيل: قوله تعالى: ﴿ فَمَن يَسۡتمِعِ ٱلۡآنَ يَجدۡ لَهُۥ شِهَابا رصَدا ﴾ [الجن: ٩] يدل على ان الرجم لم يكن قبل بعثة رسول الله عليه السلام، وكذا يدل هذا البيت عليه ايضا، وقوله تعالى: ﴿ وَجعَلۡنَٰهَا رجومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ﴾ [الملك: ٥] يدل على انه كان قبل ذلك لانه لما ذكر لخلق الكواكب فائدتين: التزيين ورجم الشياطين، وكانت فائدة التزيين حاصلة قبل البعثة وجب ان تكون الفائدة الاخرى حاصلة قبلها ايضا؟ اجيب عنه: بان ذكر الفائدتين لايقتضي اقترانهما بحسب الزمان لم لايجوز ان يكون المعنى ½ وَ جعَلْنٰہَا ¼ بحيث تصلح لان ترجم بها فان الرجم مصدر سمي به ما يرجم به، ويؤيد هذا المعنى ما روي عن جماعة من المفسرين من ان السماء لم تكن تحرس في الفترة بين عيسى ومحمد خمس مئة عام، فلما بعث محمد منعوا من السماء وحرست بالملائكة والشهب. قوله: ½وفق ما¼ بالنصب صفة مصدر ½منقضة¼ اي: انقضاضا موافقا لانقضاض ما في الارض و½من صنم¼ بيان لـ½ما¼، والفرق بين الصنم والوثن ان الوثن ما كان له جثة من الخشب او الحجر والفضة او غير ذلك، والصنم الصورة بلا جثة، ومنهم من جعل الوثن صنما، وهذا القول اشارة الى سقوط اصنام العرب في وقت ولادته عليه السلام منكوسة حيث كان لهم في داخل البيت اصنام، فلما ولد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، سقط كل مكبا على وجهه، والتفصيل في الكتب المفصلة.

 


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310