عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

الحبش رئيس اصحاب الفيل شبه الناظم النحرير فرار الشياطين من السماء تابعا بعضهم اثر بعض بفرار شجعان الملك ابرهة في الانهزام، وكونه بسبب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وفي قصته اختلاف، فلنذكر ما ذكره بعض المفسرين، وهو ان ابرهة الحبشة كان ملك اليمن ذا اتباع كثيرة فركب يوما مع اصحابه للصيد فراى عيرا فقال: من هؤلاء؟ قالوا: ان لهم بيتا في مكة يزورونه في كل سنة فغضب ابرهة فارسل اليهم رجالا حتى منعهم عن سبيلهم فقال: لوزيره هل ينبغي ان لا يكون لنا بيت ويكون الناس زائرين له وكان العرب يزورون بيتهم في مكة وياتون اليه من كل فج عميق فاني اريد ان ابني كنيسة لم يكن مثلها في الدنيا، فركب ابرهة مع المهندسين، فخرج الى الصحراء، فراى ارضا واسعة على بعد مسافة ثلاث ساعات من بلدة يقال لها: صنعاء اليمن، فامر ان يبنى في ذلك الموضع كنيسة فبنوا فيه واتموا وعلقوا فيها قناديل من الذهب والجواهر، ووضعوا فيها كراسي مكللة باللؤلؤ وانواع الجوهر، وملؤها بالاموال النفيسة، ووضع ابرهة فيها رجالا حافظين خادمين، وجعل على حيطانها استارا منقوشة بالذهب واللؤلؤ، وقال لحافظها: ان اتى احد من اهل الحجاز اليها فاذنوا له في الدخول لعلهم اذا راوها تركوا بيتهم، وتوجهوا اليها، ثم ذهب ستة نفر من اهل الحجاز الى ارض اليمن للتجارة، فقالوا: بينهم ان كنيسة ملك اليمن قد شاع خبرها فلا نتركها حتى ننظرها، فجاءوا الى بابها فقال الخادمون لهم: من انتم؟ قالوا: نحن من اهل مكة، فاذنوا لهم في الدخول، فلما نظروا اليها تعجبوا، فقال احد الخادمين لهم: اهذه احسن ام بيتكم؟ قالوا: بيتنا احسن و اعلى لانكم تفرحون بالجواهر والذهب ونحن لا ننظر اليها ولكن الكعبة قد بناها نبي الله ابراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام، ولها خواص كثيرة منها انه ما من احد ياخذ باستارها او بحلقة بابها، ويسال ربها حاجته الا وقد تجاب دعوته فوقع بينهم نزاع فغلق احد تلك الستة باب الكنيسة، وسلوا سيوفهم، وقتلوا الخادمين كلهم، وتغوطوا داخلها، ولطخوا بعذرتهم حيطانها، ثم خرجوا وفروا الى ارض الحجاز، فلما اطلع ابرهة على هذه الاحوال زال عقله من غضبه، وقال: لوزيره هي لنا الات الحرب فجعمها، واحضر عساكر كثيرة بلغ عددها اربع مائة الف، فارسل وزيره، وكان معهم اربعون فيلا، ثم ركب ابرهة ايضا وعزم على ان يقتل اهل "مكة"، ويحرق البيت، فلما وصلوا الى قرب "مكة" نزلوا ثمة واستاقوا ابل


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310