عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

وحاصل معنى هذا المصراع: ان رسول الله عليه السلام رمى تلك الحصيات بعد تسبيحها في راحتيه عليه السلام حيث روي انه عليه السلام لما اخذ بقبضة من الحصيات بالوحي سبحت في كفه عليه السلام وهو يسمع ثم اعطاها ابا بكر فسبحت ايضا في كفه وهو يسمع ثم اعطاها عمر فسبحت في كفه ايضا وهو يسمع ثم اعطاها عثمان، ثم اعطاها علِيًّا، فسبحت في كفهما وهما يسمعان، وقد كان مثل ذلك كثيرا ايضا في اوقاته عليه السلام. كما بينوه في الكتب المفصلة، ثم اتى بتشبيه لذلك الحكم مع الاشارة الى قصة لطيفة فقال: ½نبذ المسبح... الخ¼ وهو بالنصب مفعول ½رمي¼ والاداة محذوفة اي كنبذ المسبح وهو مضاف الى مفعوله، وفاعله محذوف اي: نبذ الله المسبح، والالف واللام في المسبح للعهد اي: المسبح المعهود، وهو يونس النبي عليه الصلاة والسلام. و½من¼ متعلق بـ½نبذ¼، و½الاحشاء¼ جمع الحشي، وهو بمعنى البطن وجمعه اما على حقيقته لان يونس كان في بطون ثلاثة: الاول: بطن الحوت الاول، والثاني: بطن الحوت الثاني، والثالث: بطن البحر او من قبيل ﴿ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبكُمَاۖ﴾ [التحريم:٤] و½الملتقم¼ بمعنى المبتلع، والمراد به الحوت، ثم اعلم! انّ التشبيه في ½النبذ¼ المطلق لا في المنبوذ كما لايخفى.

وحاصل معنى هذا المصراع: كرمى الله تعالى نبيه يونس عليه الصلاة والسلام من بطن الحوت الى ساحل البحر بسهولة بلا شدة. وقصته ان يونس عليه السلام بعثه الله تعالى الى قوم كانوا مئة الف وسبعين الفا فلم يجبه احد من قومه وعادوه، فخرج من المدينة فقال: اللهم انزل عليهم رجزك وعذابك، فنزل جبرائيل وقال له: ان الله تعالى يقول: ارجع اليهم، فادعهم اربعين ليلة اخرى، فان اجابوك فنعم، والا فانا مرسل اليهم العذاب، فرجع يونس فدعاهم سبعة وثلاثين يوما، فلم يجيبوه، فاخبرهم بالعذاب الى ثلاثة ايام، فلما جاءت ليلة الاربعين خرج يونس من عندهم بغير اذن ربه، فلما اصبحوا تغشاهم سحاب العذاب، فظنوا انه مطر فنظروا الى السحاب، فاذا يخرج من اطرافه شرر النار فخافوا وندموا وطلبوا يونس فلم يجدوه، فقالوا لمليكهم: ان كان يونس غائبا عنا فان الهه لم يغب، فاجتمع الناس كلهم في ارض سهلة فتابوا وتضرعوا، وكسروا اصنامهم، وقبلوا دين الله تعالى، وسجدوا له تعالى، فاستجاب دعاءهم وكشف عنهم العذاب، وكان يونس على جبل بعيد من المدينة فلم يقف على هذه الحال، فجاء اليه


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310