عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

قريش وغنمها، وكان لعبد المطلب فيها اربع مئة ناقة، فلما بلغ الخبر الى عبد المطلب جد النبي عليه الصلاة والسلام لبس لباسا نفيسا وعمامة لطيفة وركب ناقة وتوجه الى ابرهة فلما وصل الى الفيل الذي كان اعظم الفيلة وكان اسمه محمودا قال: اني جد محمد عليه الصلاة والسلام نبي اخر الزمان، فرجع الفيل القهقري ووضع وجهه على الارض وتملق اليه فمشى عبد المطلب حتى وصل الى سرير ابرهة فدعا لله تعالى وقال: ½اللهم يا سميع يابصير يا عليم يا خبير انت جعلت نور حبيبك في ستين سنة فبحرمة صاحبه لا تجعلني حقيرا ولا خجلا بين يدي الظالمين¼ فوقعت الهيبة في قلوبهم فقام ابرهة ونزل عن سريره، وقال: مرحبا بك يا سلطان مكة يا شيخ الحرم لايّ حاجة جئت؟ فقال: انما جئت لان جيوشك قد اخذوا اربع مئة من ابلي فانا اطلبها فضحك ابرهة وقال: اني ظننت انك تسالني  الكعبة قال عبد المطلب: لست انا بصاحب الكعبة فان لها صاحبا يحفظها واما الجمال فمالي فامر ابرهة ان يعطوه جماله وركب ناقته فجاء الى مكة واخبر بالحال اهل مكة وذكر كثرة جيشه فقالوا: انا لا نستطيع محاربته فخرجوا وفروا حتى خلت مكة منهم، فجاء عبد المطلب فاخذ حلقة البيت فدعا وتضرع فوثب النور من جبهته فوقع في الكعبة ونصب الى السماء فلما راى عبد المطلب هذه الحال قال يا قوم ارجعوا فقد كفيتم فلا خوف عليكم، ولا انتم تحزنون، فالتفتوا الى السماء، فاذا طيوركثيرة نشات من جانب البحر، واجتمعت فوق عسكر ابرهة، ومع كل طائر ثلاثة احجار حجر في منقاره وحجران في رجليه كل حجر كعدسة وعليه مكتوب اسم من يرمى به، فرمت الطيور تلك الاحجار فما اصاب احدا منهم حجر الا اهلكه فهلك القوم كلهم الا ابرهة فهرب وفوقه طير حتى وصل ابرهة الى ملكه فحكى له الحال ولما اتم حكايته رمى الطير حجره، فاصابه فهلك فلما راى عبد المطلب هذه الحال نزل من جبل ابي قبيس فاخذ اموالهم وكان سبب دفع هذه البليلة نوره عليه السلام، ولذا قال تعالى: ﴿ الَمۡ تر كَيۡفَ فَعَلَ ربكَ ﴾... الخ [الفيل: ١]، ومن اراد تفصيل القصة فعليه بالرجوع الى "قصص الانبياء". وقوله: ½او عسكر بالحصى... الخ¼، تشبيه اخر واشارة الى معجزة اخرى له عليه السلام، فـ½عسكر¼ معطوف على ½ابطال¼ يعني ان الشياطين في الفرار كعسكر الكفار، و½بالحصى¼ متعلق بـ½رمي¼ المؤخر، و½الحصى¼ احجار صغيرة: و½من راحتيه¼ متعلق ايضا بـ½رمي¼ المؤخر،


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310