عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

وحاصل معنى البيت: ان تقرا الايات القرانية والبينات الفرقانية خشية من حرارة النار وعذاب الملك الجبار اطفات نارها ودفعت ضرها من اجل ملازمتك ورد القران الدافع حرارة النيران، ثم اعلم! انّ الفقهاء قالوا: الافضل في قراءة القران ان يقرا من المصحف لا عن ظهر القلب لان في امساك المصحف عمل اليد وكذا في حمله وفي نظره عمل البصر ويعين على تامل معانيه، ولهذا كان اكثر الصحابة يقرءون من المصحف وعن علي رضي الله تعالى عنه: ثلاث يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم السواك والصوم وقراءة القران[1] ويقال: النظر الى العلماء والقران عبادة كالنظر الى الكعبة، وقال عليه السلام: اتلوه فان الله تعالى يؤجر على تلاوة كل حرف عشر حسنات[2] الحديث، وبعض الصالحين قال: كنت ليلة في وقت السحر اقرا سورة طه فلما ختمها اخذتني سنة فرايت شيخا نزل من السماء بيده صحيفة، فنشرها بين يدي، فاذا فيها سورة طه، واذا تحت كل كلمة عشر حسنات مثبتة الا كلمة واحدة فاني رايت مكانها محوا ولم ار تحتها شيئا فقلت: والله! لقد قرات هذه الكلمة ولا ارى لها ثوابا، ولا ادري حكمتها، فقال الشيخ: صدقت ليلة قراتها وكتبناها الا انا سمعنا مناديا ينادي من قِبل العرش امحوها واسقطوا ثوابها فمحوناها قال: فبكيت في منامي وقلت: لم فعلتم ذلك؟ قالوا: مر رجل، فرفعت بها صوتك لاجله، فذهب به ثوابها انتهى. وذكر في "المقامات" انه اتى رجل الى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يارسول الله! ما جزاء من علم ولده القران؟ فقال عليه السلام القران كلام الله لا منتهى له لا اعلم حتى ياتيني جبريل فلما اتاه ساله عنه قال لا اعلم حتى اسال رب العزة فنزل جبريل فقال: يا محمد ان الله يقرؤك السلام، فيقول جزاء من علم ولده القران انه يعطي بكل حرف مدينة في الجنة من الذهب فيها الف قصر في كل قصر الف بيت[3] وجاء في حديث صحيح من قرا القران وعمل بما فيه البس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه احسن من ضوء الشمس[4]، ولذا قال الشاطبي:


 



[1]     "إحياء علوم الدين"، كتاب آداب تلاوة القرآن، الباب الأول في فضل القرآن وأهله... إلخ، ١/٣٦٤.

[2]     "المستدرك على الصحيحين"، كتاب فضائل القرآن، باب أخبار في فضائل القرآن، الحديث: ٢٠٨٤، ٢/٢٥٦.

[3]     لم نجده. [علمية]

[4]     "سنن أبي داؤد"، كتاب الوتر، باب في ثواب قراءة القرآن، الحديث: ١٤٥٣، ٢/١٠٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310