عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك قلت: يارسول الله! أخلف بعد أصحابي قال: إنك لن تخلف فتعمل عملاً صالحاً إلاّ ازددت به درجة ورفعة ثم لعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض[1] لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن مات بمكة.

باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن

١٢٩٩ - حدثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى قال: أخبرتني عمرة قالت: سمعت عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحة جلس يعرف فيه الحزن وأنا أنظر من صائر الباب[2] شق الباب[3] فأتاه رجل فقال: إن نساء جعفر وذكر بكاءهن فأمره أن ينهاهن فذهب ثم أتاه الثانية لم يطعنه فقال: انههن فأتاه الثالثة قال: والله غلبننا يا رسول الله فزعمت أنه قال: فاحث في أفواههن التراب فقلت[4]: أرغم الله أنفك لم تفعل ما أمرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم تترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العناء.

باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة

وقال محمد بن كعب: الجزع القول السيئ والظن السيئ وقال يعقوب[5] النبي عليه السلام: ﴿ إِنَّمَآ أَشۡكُواْ بَثِّي وَحُزۡنِيٓ إِلَى ٱللَّهِ﴾ [يوسف: ٨٦].


 



[1] قوله: (اللهم أمض): وذاك أنّ المهاجرين كانوا يتحرّجون الموت بمكة بعد ما هاجروا منها وكانوا يظنونه مبطلاً للهجرة.

[2] قوله: (من صائر الباب): بهندي: درار.

[3] قوله: (شقّ الباب): يعني دروازه كي جهري.

[4] قوله: (فقلت): قالت عائشة رضي الله تعالى عنها.

[5] قوله: (وقال يعقوب): ليس من باب التعليقات والأعضالات في شيء كما لا يخفى.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470