عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

لا حاجة لنا[1] إلى أجرك الذي شرطت لنا وما عملنا باطل، فقال لهم: لا تفعلوا أكملوا بقية عملكم وخذوا أجركم كاملاً فأبوا وتركوا واستأجر آخرين بعدهم فقال: أكملوا بقية يومكم هذا ولكم الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا: لك ما عملنا باطل ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه، فقال: أكملوا بقية عملكم فإنّما بقي من النهار شيء يسير فأبوا فاستأجر قوماً أن يعملوا له بقية يومهم فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين كليهما فذلك مثلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور[2].

باب من استأجر أجيراً فترك أجره فعمل فيه المستأجر... إلخ

٢٢٧٢ - حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا: إنّه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلاّ أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فقال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما[3] أهلاً ولا مالاً فنأى بي[4] طلب شيء يوماً فلم أرح عليهما حتى ناما فحملت لهما غبوقهما فوجدتُهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً ومالاً فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئاً لا يستطيعون الخروج، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وقال الآخر: اللهم


 



[1] قوله: (فقالوا: لا حاجة لنا): إشارة إلى كفرهم وإعراضهم.

[2] قوله: (من هذا النور): المحمدي صلى الله عليه وسلم.

[3] قوله: (لا أغبق قبلهما): الغبوق شراب العشي أي: ما كنت أقدم عليهما في شرب نصيبهما من اللبن أهلاً أقارب ولا مالاً رقيقاً.

[4] قوله: (فنأى بي طلب): ونأى مثل سعى بعد.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470