عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

فعزله واستعمل عليهم[1] عماراً فشكوا حتى ذكروا أنّه لا يحسن[2] يصلي فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق! إنّ هؤلاء يزعمون أنّك لا تحسن تصلي، قال: أما أنا والله فإنّي كنتُ أصلي بِهم صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أخرم[3] عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين، قال: ذاك الظنّ بك يا أبا إسحاق! فأرسل معه رجلاً أو رجالاً إلى الكوفة يسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجداً إلاّ سأل عنه ويثنون عليه معروفاً حتى دخل مسجداً لبني عبس فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة فقال: أما إذ نشدتنا فإنّ سعداً كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث اللّهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام رياءً وسمعةً فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن وكان بعد[4] إذا سئل[5] يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنّه ليتعرضّ للجواري في الطرق يغمزهن[6].

باب القراءة في الظهر

٧٥٨ - عن جابر بن سمرة قال سعد: كنتُ أصلي بِهم صلاة رسول الله -صلى الله


 



[1] قوله: (عليهم): في الصلاة.

[2] قوله: (أنّه لا يحسن): يعني: سعداً.

[3] قوله: (ما أخرم): ما أنقص.

[4] قوله: (وكان بعد): أبو سعدة.

[5] قوله: (إذا سئل): عن حال نفسه.

[6] قوله: (يغمزهن): أي: يعصر أعضاءهن بأصابعه وفيه إشارة إلى الفتنة والفقر إذ لو كان غنيّاً لما احتاج إلى ذلك.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470