عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

وكانت أسرعنا لحوقاً به -صلى الله عليه وسلم- وكانت تحبّ الصدقة.

باب إذا تصدق على غني وهو لا يعلم[1]

١٤٢١ - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رجل[2]: لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فأصبحوا يتحدثون تصدق[3] على سارق فقال: اللهم لك الحمد لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية فأصبحوا يتحدثون تصدق[4] الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانية لأتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد غني فأصبحوا يتحدثون تصدق على غني فقال: اللهم لك الحمد على سارق وعلى زانية وعلى غني فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأمّا الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها وأمّا الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله.

باب إذا تصدّق على ابنه وهو لا يشعر

١٤٢٢ - حدثنا أبو الجويرية أنّ معن بن يزيد -رضي الله عنه- حدثه قال: بايعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنا وأبي وجدي[5] وخطب علي فأنكحني[6] وخاصمت إليه و كان أبي يزيد أخرج دنانير يتصدق  بِها فوضعها عند رجل في المسجد فجئت


 



[1] قوله: (وهو لا يعلم): أنّه غني.

[2] قوله: (قال رجل): من بني إسرائيل كما عند أحمد بن حنبل.

[3] قوله: (تُصُدِّق): مبني للمفعول.

[4] قوله: (تصدق): أي: الليلة.

[5] قوله: (وجدي): الأخنس بن حبيب السلمي.

[6] قوله: (وخطب علَيَّ فأنكحني): وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ أولياء امرأة فزوجني إياها كذا يفهم من "إرشاد الساري" وقوله: "وخاصمته إليه" بيان ذلك قوله: "وكان أبي يزيد... إلخ"، أي: وبعد ذلك خاصمت أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أنّّه كان أبي يزيد... إلخ. فكان لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ويحمل المطلق في هذا على المقيد في ذاك أي: المناولة باليمين، فليتأمل. "إرشاد الساري" في "شرح البخاري".




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470