عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

عليه فتكلما وقالا له وطلبا إليه فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال[1] وإن هذه الأمة[2] قد عاثت في دمائها[3] قالا: فإنه يعرض عليك كذا وكذا[4] ويطلب إليك ويسألك[5] قال: فمن لي بِهذا؟ قالا: نحن لك به فما سألهما شيئاً إلاّ قالا: نحن لك به فصالحه[6] قال الحسن [7]: ولقد سمعت أبا بكرة يقول رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: إنّ ابني هذا سيّد ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. قال أبو عبد الله: قال لي علي بن عبد الله: إنّما صحّ عندنا سماع الحسن من أبي بكرة بِهذا الحديث.

باب هل يشير الإمام بالصلح

٢٧٠٥ - عن أبي الرجال محمد ابن عبد الرحمن أنّ أمه عمرة بنت عبد الرحمن قالت: سمعت عائشة -رضي الله عنها- تقول: سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول: والله لا أفعل، خرج عليهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟ فقال: أنا يارسول الله فله[8] أي ذلك أحب[9].


 



[1] قوله: (هذا المال): فأنفقنا على الناس.

[2] قوله: (وإن هذه الأمة): للذين معه.

[3] قوله: (قد عاثت في دمائها): اتسعت في القتل فلا تكفؤ إلاّ بالمال.

[4] قوله: (كذا وكذا): من المال.

[5] قوله: (ويسألك): الصلح.

[6] قوله: (فصالحه): وسلم الخلافة معاوية.

[7] قوله: (قال الحسن): البصري.

[8] قوله: (فله): للخصم.

[9] قوله: (أي ذلك أحبّ): من الوضع والرفق.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470