عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

أعطي الذي أصابته الجنابة إناء من ماء قال: اذهب فأفرغه عليك، وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها وأيم الله لقد أقلع عنها وإنّه ليخيّل إلينا أنّها أشدّ ملأة منها حين ابتدأ فيها فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: اجمعوا لها فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاماً فجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها فقال لها: تعلمين ما رزئنا من مائك شيئاً ولكن الله هو الذي أسقانا، فأتت أهلها وقد احتبست عنهم قالوا: ما حبسك يا فلانة؟ قالت: العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الرجل الذي يقال له: الصابئ ففعل كذا وكذا فوالله إنّه لأسحر الناس من بين هذه وهذه[1] وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض أو إنّه لرسول الله حقّاً فكان المسلمون بعد يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه فقالت يوماً لقومها: ما أرى أنّ هؤلاء القوم قد يدعونكم عمداً فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام.

قال أبو عبد الله: "صبأ" خرج من دين إلى غيره وقال أبو العالية: "الصابئين" فرقة من أهل الكتاب يقرؤون الزبور، أصب أمل.

باب إذا خاف الجنب على نفسه... إلخ

٣٤٥ - عن أبي وائل قال أبو موسى لعبد الله بن مسعود: إذا لم يجد الماء[2] لا يصلي، قال عبد الله: نعم إن لم أجد الماء شهراً لم أصلّ، لو رخصت لهم في هذا كان إذا وجد[3] أحدهم البرد قال هكذا يعني: تيمّم وصلّى قال: قلتُ: فأين قول عمار لعمر؟ قال: إنّي لم أر عمر قنع بقول عمار.


 



[1] قوله: (بين هذه وهذه): السماء والأرض.

[2] قوله: (إذا لم يجد الماء): كان عبد الله لا يرى التيمم من الجنابة إنّما كان يرخص فيه من الحدث.

[3] قوله: (هذا كان إذا وجد): أي: لو رخصت لهم هذا لاتّخذوه حيلة وجعلوا يتمّمون إذا وجدوا برداً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470