عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

والمروة؟ فأنزل الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلۡمَرۡوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِۖ[البقرة: ١٥٨] الآية. قال أبو بكر: فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا في الجاهلية[1] بالصفا والمروة والذين يطوفون[2] ثم تحرجوا أن يطوفوا بِهما في الإسلام من أجل أنّ الله تعالى أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت.

باب تقضي الحائض المناسك... إلخ

١٦٥١ - عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: أهل النبي -صلى الله عليه وسلم- هو وأصحابه بالحجّ وليس مع أحد منهم هدي غير النبي -صلى الله عليه وسلم- وطلحة وقدم علي من اليمن ومعه هدي فقال: أهللت بما أهل به النبي -صلى الله عليه وسلم- فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه أن يجعلوها عمرة ويطوفوا ثم يقصروا ويحلوا إلاّ من كان معه الهدي فقالوا: ننطلق إلى منى وذكر أحدنا يقطر[3] منياً فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ولولا أن معي الهدي لأحللت وحاضت عائشة -رضي الله عنها- فنسكت المناسك كلها غير أنّها لم تطف بالبيت فلما طهرت طافت بالبيت قالت: يا رسول الله! تنطلقون بحجة وعمرة وأنطلق بحجّ فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أن يخرج معها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحجّ.


 



[1] قوله: (أن يطوفوا في الجاهلية): كما ذكرت عائشة.

[2] قوله: (والذين يطوفون): كما ذكر ناس من أهل العلم.

[3] قوله: (وذكر أحدنا يقطر): يعني: تحرجوا أن يحلوا فيجامعوا نسائهم فيذهبوا إلى منى وذكر أحدهم يقطر منياً مبالغة في تقريب زمان الجماع، يعني: نذهب عقيب الجماع قليلاً  حتى كأنّا فرغنا الآن من الجماع ومذاكيرنا تقطر الآن منياً والحاصل أنّا كنا كيف نحلّ مع أنّ الحجّ ينافي الترفه ويلا ئم الشعث.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470