عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

فأهلي ثم ائتينا[1] بمكان كذا ولكنها[2] على قدر نفقتك أو نصبك[3].

باب المعتمر إذا طاف... إلخ

١٧٨٨ - عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهلين بالحجّ في أشهر الحجّ وحرم الحج[4] فنزلنا بسرف فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: من لم يكن معه هدي فأحبّ أن يجعلها عمرة فليفعل ومن كان معه هدي فلا وكان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ورجال من أصحابه ذوي قوة الهدي فلم تكن لهم عمرة فدخل علَيَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي فقال: ما يبكيك؟ قلت: سمعتك تقول لأصحابك ما قلت، فمنعت العمرة قال: وما شأنك؟ قلت: لا أصلي، قال: فلا يضرّك أنت من بنات آدم كتب عليك ما كتب عليهن فكوني في حجك عسى الله أن يرزقكها[5] قالت: فكنت[6] حتى نفرنا من منى فنزلنا المحصب فدعا عبد الرحمن فقال: اخرج بأختك إلى الحرم فلتهل[7] بعمرة ثم افرغا من طوافكما أنتظركما هاهنا فأتينا في جوف الليل فقال: فرغتما؟ قلت: نعم، فنادى بالرحيل في أصحابه فارتحل الناس ومن طاف بالبيت قبل صلاة الصبح ثُمّ خرج موجهاً إلى المدينة.


 



[1] قوله: (اِئْتِينا): على صيغة الأمر للمؤنث المخاطب.

[2] قوله: (بمكان كذا ولكنها): أقول: لعله استدراك على قوله صلى الله عليه وسلم: "إلى التنعيم" فإنّ التنعيم أقرب مواضع الحلّ إلى الحرم وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة وبينها وبين مكة ستّة فراسخ.

[3] قوله: (أو نصبك): النصب كالتعب لفظاً ومعنى.

[4] قوله: (وحرم الحجّ): أمكنة الحجّ وأزمنة الحجّ وحالات الحجّ.

[5] قوله: (يرزقكها): أي: العمرة.

[6] قوله: (قالت: فكنت): في حجّ كما أمرني عليه الصلاة والسلام.

[7] قوله: (فلتهل): على صيغة الواحدة الغائبة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470