عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

٢٣١١ - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان[1] فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام[2] فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-[3] فقال: دعني فإنّي محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة[4]، قال: فخليت عنه فأصبحت فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هريرة! ما فعل أسيرك البارحة[5]؟ قال: قلت: يا رسول الله! شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله، قال: أما إنّه قد كذبك وسيعود فعرفت أنّه سيعود لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنّه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: دعني فإنّي محتاج وعلي عيال لا أعود[6] فرحمته فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا هريرة! ما فعل أسيرك قلت: يا رسول الله! شكا حاجة شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله قال: أما إنّه قد كذبك وسيعود فرصدته الثالثة فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنّك تزعم لا تعود ثُمّ تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بِها، قلت: ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡحَيُّ ٱلۡقَيُّومُۚ﴾ [البقرة: ٢٥٥] حتى تختم الآية، فإنّك لن يزال عليك من الله حافظ ولا


 



[1] قوله: (زكاة رمضان): يعني: صدقة الفطر.

[2] قوله: (يحثو من الطعام): أي: يأخذ بكفيّه من الطعام يعني: طعام صدقة الفطر.

[3] قوله: (إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-): إنّك لسارق.

[4] قوله: (ولي حاجة شديدة): فلم آخذ إلاّ لهذا الوجه.

[5] قوله: (ما فعل أسيرك البارحة): قال الداودي: وفيه اطلاعه صلى الله عليه وسلم على المغيبات وعند الطبراني أنّه أعلمه جبرئيل.

[6] قوله: (لا أعود): مرة أخرى.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470