عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

مَّمۡلُوكٗا لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَمَن رَّزَقۡنَٰهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنٗا فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرّٗا وَجَهۡرًاۖ هَلۡ يَسۡتَوُۥنَۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ [النحل: ٧٥].

٢٥٣٩- حدثني عقيل عن ابن شهاب ذكر عروة أنّ مروان والمسور بن مخرمة أخبراه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قام حين جاءه وفد هوازن فسألوه أن يردّ إليهم أموالهم وسبيهم، فقال: إنّ معي من ترون وأحبّ الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إمّا المال وإمّا السبي وقد كنت استأنيت بِهم[1] وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- انتظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبيّن لهم أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- غير راد إليهم إلاّ إحدى الطائفتين قالوا: فإنّا نختار سبينا فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثُمّ قال: أمّا بعد فإنّ إخوانكم قد جاؤونا تائبين وإنّي رأيتُ أن أردّ إليهم سبيهم فمن أحبّ منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحبّ أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أوّل ما يفيء الله علينا فليفعل، فقال الناس: طيبنا لك، قال: إنّا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم ثُمّ رجعوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبروه أنّهم طيبوا وأذنوا فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن، وقال أنس: قال عباس للنبي -صلى الله عليه وسلم-: فاديت نفسي وفاديت عقيلاً.

٢٥٤٠ - أخبرنا ابن عون قال: كتبت إلى نافع فكتب إلَيّ إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أغار على بني المصطلق وهم غارون[2] وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وأصاب يومئذ جويرية حدثني به عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش.


 



[1] قوله: (وقد كنت استأنيت بِهم): أي: انتظرت بالوفد ولم أقسم سبيهم رجاء أن يحضروا.

[2] قوله: (غارون): غافلون.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470