عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية[1] تصدقك فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بريرة فقال: يا بريرة! هل رأيت فيها شيئاً يريبك؟ فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحقّ إن رأيت فيها أمراً أغمصه عليها أكثر من أنّها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يومه فاستعذر[2] من عبد الله بن أبي ابن سلول، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من يعذرني[3] من رجل بلغني أذاه في أهلي؟ فوالله ما علمت على أهلي إلاّ خيراً وقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلاّ خيراً وما كان يدخل على أهلي إلاّ معي فقام سعد[4] فقال: يا رسول الله! أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيّد الخزرج وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً[5] وكان احتملته الحمية[6] [7] فقال: كذبت[8] لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك فقام أسيد بن الحضير[9] فقال: كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنّك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت: وبكيت يومي لا يرقأ


 



[1] قوله: (الجارية): بريرة.

[2] قوله: (فاستعذر): فاستنصر.

[3] قوله: (من يعذرني): ينصرني.

[4] قوله: (فقام سعد): بن معاذ سيد الأوس.

[5] قوله: (رجلاً صالحاً): أي: كلامل الصلاح.

[6] قوله: (احتملته الحمية): من مقالة سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه.

[7] قوله: (الحمية): أي: أغضبته.

[8] قوله: (فقال: كذبت): يا ابن معاذ.

[9] قوله: (أسيد بن الحضير): وهو ابن عم سعد بن معاذ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470