عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلتي ويومي حتى أظنّ أنّ البكاء فالق كبدي[1] قالت: فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل لي ما قيل قبلها وقد مكث شهراً لا يوحى إليه في شأني شيء، قالت: فتشهد ثُمّ قال: يا عائشة! فإنّه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإنّ العبد إذا اعترف بذنبه ثُمّ تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي: أجب عني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت لأمي: أجيبي عني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما قال قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن فقلت: إنّي والله لقد علمت أنّكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم: إنّي بريئة والله يعلم إنّي لبريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أنّي بريئة لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلاّ أبا يوسف إذ قال: ﴿فَصَبۡرٞ جَمِيلٞۖ وَٱللَّهُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: ١٨] ثُمّ تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحياً ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النوم رؤيا تبرئني فوالله ما رام[2] مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء[3] حتى إنّه ليتحدر منه


 



[1] قوله: (فالق كبدي): شق كننده.

[2] قوله: (ما رام): ما فارق.

[3] قوله: (البرحاء): عرق.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470