عنوان الكتاب: التعليق الرضوي على صحيح البخاري

يعظم أصحاب محمد[1] محمداً[2] والله إن تنخم نخامة إلاّ وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بِها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتَهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيماً له وإنّه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من بني كنانة: دعوني آته، فقالوا: ائته فلما أشرف على النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله الناس يلبون فلما رأى ذلك، قال: سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدّوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه، قال: رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصدوا عن البيت فقام رجل منهم يقال له: مكرز بن حفص، فقال: دعوني آته، فقالوا: ائته فلما أشرف عليهم قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي -صلى الله عليه وسلم- فبينما هو يكلمه إذ جاء سهيل قال معمر: فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: قد سهل لكم من أمركم، قال معمر: قال الزهري: في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال[3]: هات اكتب بيننا وبينكم كتاباً فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- الكاتب[4] فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: أمّا الرحمن فوالله ما أدري ما هو؟ ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب[5] فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلاّ بسم الله الرحمن الرحيم، فقال النبي -صلى الله عليه


 



[1] قوله: (أصحاب محمد): صلى الله عليه وسلم.

[2] قوله: (محمداً): صلى الله عليه وسلم.

[3] قوله: (فقال): سهيل: هات.

[4] قوله: (الكاتب): علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.

[5] قوله: (كنت تكتب): قبل النبوة وقبل نزول سورة النمل.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

470